الرياضة هي حب الشباب وعشقهم، وكنتُ ممن استبشر بتعيين الأمير الشاب نواف بن فيصل على هرم رعاية الشباب، فهو قرار جاء ضمن ما نطالب به دائماً بإشراك القيادات الشابة في الإدارة بمختلف المؤسسات. الأمير نواف نشط بصفحته على "تويتر" حتى وإن لم يتابع أحداً، وهذا ما قد يجعله بعيداً عن الصورة الحقيقية للشباب وللناس الذين ينتظرون منه الكثير. غير أنه يستمع إلى النقد، وهذه المقالة ضمن النقد الضروري لتصحيح مسارات الرياضة والرئاسة معاً. الحوار الذي أجري معه قبل أمس في جريدة "الشرق" فتح لي الكثير من الأفكار التي أضعها بين يدي الرئاسة للنظر فيها والتأمل بقيمتها وجدواها.

جلّ الحوار كان مخصصاً للحديث عن كرة القدم تحديداً. أفهم أن كرة القدم هي الرياضة المحببة للمجتمع، لكن الذي أنتقده حضور الرياضة وغياب الشباب. لا يزال اسم الرئاسة التي يتسنمها الأمير نواف مغرياً: "الرئاسة العامة لرعاية الشباب"!

تأملوا في جمال كلمة "الشباب" يعني أنها ليست فقط للرياضة، بل تتبعها الاهتمامات الأخرى، مثل المهرجانات الترويحية، إقامة متنفسٍ للشباب المحتقن المطرود من المولات ومن أماكن التنزه والترفيه، المنبوذ من مجتمع أصبح للعوائل فقط!

لا بد للرئاسة من إيلاء الشباب اهتماماً مضاعفاً، بالتأكيد أن الرياضة هي الشغل المحوري لها، لكن الشباب الذين يطمحون إلى اهتمامٍ أكبر لم يجدوا حتى الآن منها أي اهتمامٍ خاص بهم.

آن أوان تفعيل "بيوت الشباب" التي وضعت ومن ثم استخدمت في غير موضعها من قبل فئاتٍ محددة من الشباب، وأن تكون ضمن حركة المجتمع لا خارجها، لتكون تلك البيوت معززة بإقامة مسرحيات أو حفلات غنائية أو عروض فنية أو أمسيات ثقافية وشعرية، بما أن الأمير نواف شاعر أيضاً. هذا التفعيل يحيي الشباب وينقذهم من غلواء الإحباط ونهش الملل وينقذهم من مهاوي الجريمة.

هذا الحوار الذي خصص أغلبه للرياضة ولكرة القدم تحديداً، يعكس مستوى انهماك الرئاسة بالتقنيات الرياضية وبالمشكلات التي ترتبط بكرة القدم، لكنها لم تول الشباب اهتماماً كافياً. لتكن الرئاسة ورئيسها أكثر قرباً من الشباب وتطلعاتهم، ولتكن كاسمها رئاسة لرعاية الشباب وترفيههم وتهيئة كل المناخات الضرورية من أجل زرع الابتسامة والسعادة والبهجة وتنمية الذائقة، وتخفيف غلواء الإحباط والتذمر!

قال أبو عبدالله غفر الله له: ليكن الأمير الشاب أكثر قرباً من الشباب، يمكنه من خلال "تويتر" أن يقيم حواراً معهم.. أن يستمع ويصغي إلى اقتراحاتهم، أن يضيف في صفحته بعض الشباب، وقدوات الشباب، ليقرأ عن كثب كل ما يجول بخواطرهم، فلهم من رئاسة الشباب أكبر حق وأوفر نصيب.