ما يعاني منه المبتعثون في كندا هي صعوبة القبولات الأكاديمية لقلة الجامعات ولطلب درجات عالية في اختبارات تحديد مستوى اللغة الإنجليزية، وهذا لا شأن للوزارة ولا الملحقيات فيه إلا أننا نستغرب من بطء المتابعة لما يستجد من البرامج القوية والمعترف بها التي هي في صلب الاحتياج لوطننا الغالي واعتمادها وتحديثها على موقع الوزارة وهو ما يمكن فعله بسهولة عن طريق متابعة موقع اتحاد الجامعات الكندية الذي تعتمده الوزارة في تحديد الجامعات أو عن طريق الزيارات الميدانية والتقييم المستمر، ويؤدي تأخير المتابعة إلى تأخير اعتماد جامعات قوية وبرامج متميزة وتأخير تحديث موقع الوزارة للجامعات المعتمدة، وبالتالي رفض التحاق الطلبة بهذه الجامعات إلى أجل غير مسمى في وقت نحتاج فيه إلى مضاعفة الجهد لفتح برامج جديدة وجامعات مغلقة لاستيعاب الأعداد الكبيرة الموجودة حاليا بكندا والقادمة قريبا، كما يستغرب بطء التواصل بين الوزارة والملحقية بهذا الخصوص حتى أن أحدا من الزملاء بقي في دوامة بين الوزارة والملحقية لمدة سنة كاملة، كل منهما تقول هذه ليست من صلاحياتنا فلترسل الملحقية لنا بالموافقة على هذه الجامعة، والملحقية تقول هي من الجامعات القوية والمعترف بها في اتحاد الجامعات الكندية، ولكن ليس لنا أن نوافق على الدراسة فيها حتى تدرجها الوزارة في قائمة الجامعات المعترف بها. ومن المؤسف أيضا أن يقفل كثير من الجامعات بسبب تكدس الطلاب السعوديين فيها مع أن كثيرا من هذه الجامعات تنفي هذا التكدس المزعوم، فالجامعات لديها نسب محددة لكل دولة وللطلاب الدوليين, حتى وإن كان هناك بالفعل تكدس للطلاب فعندما توقف الجامعة لهذا السبب يقل عدد الطلاب السعوديين الدارسين بها كثيرا ولا يلتفت إلى هذه الجامعة إلا بعد مرور زمن طويل جدا، فلماذا لا يكون هناك تحديث مستمر لنسب الطلاب، بحيث يمكن المحافظة على فرص القبول بهذه الجامعات عندما يقل عدد الطلاب عن هذه النسب، ومن الأمور المزعجة لدى المبتعثين هو تطبيق القرارات الجديدة التي تصدر من الوزارة أو الملحقية حتى على المبتعثين الذين قطعوا نصف الطريق أو يسيرون على برنامج تمت الموافقة عليه مسبقا مما يؤدي إلي تغيير خطة المبتعث وبشكل مفاجئ عدة مرات خلال فترة بعثته فعندما ـ على سبيل المثال ـ يتم إغلاق جامعة وإخراج الطلبة السعوديين منها أو إلغاء الاعتراف بكلية كان معترفا بها مسبقا، فالعدل أن يطبق هذا القرار الجديد على الدفعات الجديدة حتى يبدأ المبتعث دراسته على بينة ولا يكون له عذر لو أهمل أو قصر لأنه قد أعذر من أنذر. طلبة الماجستير في كندا يعانون معاناة شديدة في القبولات الأكاديمية فلماذا لا تكون هناك مرونة معهم في تغيير التخصص لمن لم يوفق في القبولات أو في دراسة مواد مساعدة، فكثير من الجامعات تطلب من الطالب دراسة ما يسمى بالبريماستر، وهي مواد مساعدة ومؤهلة لمدة تتراوح بين الستة والتسعة أشهر وهو ما يقابل بالرفض في بعض الحالات، فمن المؤسف أن يدرس الطالب مرحلة اللغة لمدة تقارب السنتين ثم يعود صفر اليدين.