انتقالات اللاعبين المحليين هذا الموسم جاءت بما يشبه محاولة إنقاذ الذات قبل أن يطويها النسيان، خصوصا أن جل اللاعبين الذين أبرموا صفقات جديدة لم يمثلوا فرقهم ولم يقدموا العطاء المنتظر منهم، فكانت دكة الاحتياط ملاذاً لهم تمهيدا لإسقاطهم في مراحل مقبلة، فآثروا أن يعيدوا الكرة من جديد في نادي آخر، لعل وعسى أن يستعيدوا بعض البريق.
هذه الانتقالات تعزز لدي قناعة بأن الكرة السعودية تعاني كثيراً من فكر أنديتها التي تبحث دائما عن اللاعب الجاهز أو بمعنى أدق اللاعب صاحب الخبرة سعيا في تحقيق نتائج فورية بعكس إذا ما أعطيت الفرصة للاعب شاب قد تتوفر فيه المهارة والقوة ولكن يفتقد عنصر الخبرة.
فالاتحاد على سبيل المثال، يعاني كثيرا من هبوط مستوى فريقه، لذلك أخذ الحل السريع بحسب وجهة نظره واتجه نحو التعاقد مع عبده عطيف العائد من الإصابة والذي لم يمارس اللعب منذ أكثر من سنة، وأضاف إليه إبراهيم هزازي الذي تخلص منه الأهلي لمشاكله، وعبدالعزيز السعران وأخيرا سلمان حريري احتياطي الاتفاق.
مثل هذه التعاقدات ستزيد من انتظار اللاعبين الشباب حتى يتم منحهم الفرصة والتي ربما لا تأتي بسبب خوف إدارة النادي من أن تتعرض إلى ضغوط إذا ما منحتهم الفرصة وكانت النتائج غير إيجابية.
وإن كان هناك بعض الأندية تهتم بلاعبيها الشبان، وتمنحهم فرصة اللعب تدريجياً مثل الهلال والأهلي، فالهلال في مقدمة هذه الأندية بتقديمه سنويا لاعباً أو لاعبين في عملية مزج في معدل أعمار لاعبيه وتدوير الخبرات بين لاعبيه بشكل مستمر يضمن للفريق استقراره الفني، والأهلي اتجه أخيراً نحو منح لاعبيه الشباب فرصة الظهور وقد يحصد سريعاً نتائج هذا التوجه.
فيا أنديتنا العزيزة امنحي الشباب فرصة إثبات وجودهم واجعلوهم يشاركون زملاءهم أصحاب الخبرة المباريات لأنهم هم المستقبل وهم الحل الوحيد لعودة الكرة السعودية إلى منصات التتويج .
عناوين أخيرة:
**الفرصة لا تاتي إلا مرة واحدة ولكنها أتت إلى عزيز 3 مرات، وهاهو يوقع عقد انتقاله إلى النصر، فهل يفيق عزيز أم يستمر في رحلة الضياع؟.
**خيبة أمل كبيرة تسود الوسط الرياضي بسبب قرارات لجنة الانضباط، والتي لا تزال تمارس سياسة الانتقائية في تطبيق الأنظمة، وتخل هذه السياسة بمبادئ المنافسة الشريفة وتزيد المدرجات احتقاناً.
**تسخير بعض الإعلاميين برامجهم لخدمة أجندات معينة تهدف إلى تصفية حسابات مع منتسبين للمجال الرياضي تعتبر سابقة خطيرة في توجيه الإعلام نحو رفع جرعة التعصب الرياضي، وزيادة احتقان الشارع الرياضي.
** نادي الاتحاد يتعرض لأسوأ مرحلة في تاريخه، حيث أصبح منتهى طموح لاعبيه هو عدم الخسارة من الهلال، والآن أستطيع القول إن الفوراق بين الاتحاد والنصر تلاشت وأصبح الفريقان يتشاركان التوجه والأسلوب والنتائج، بعد أن كان أحدهما بطلاً يقارع الخصوم والآخر الله يرحم حاله.
** الهلال حالياً يمر بأسوأ أيامه فنياً، وأصبح المطلب الملح لجماهيره هو عودة الفريق لتقديم مستوياته المعهودة، وهو يعاني من الضعف الفني لدى مدربه الألماني توماس دول والذي وصفه صديقي المقدم الدكتور خالد الحارثي بأنه مدرب قد فشل مع جميع الفرق التي دربها وأنه سيفشل مع الهلال، قالها بعيد توقيع الهلال العقد معه وهو ما حصل بالفعل.