حرك الإعلان الأميركي عن تصفية أسامة بن لادن، مشاعر ذوي شهداء الواجب الذين راح أبناؤهم ضحايا غدر ذيول تنظيم القاعدة، فيما أعاد مقتل زعيم التنظيم، إلى الواجهة، بطولات رجال الأمن البواسل وتضحياتهم دفاعا عن الوطن. أسر الشهداء ما زالوا يتذكرون تضحيات أبنائهم بفخر، وأكدوا لـ"الوطن" أن دماء الشهداء الطاهرة لم تذهب هباء فهم أحياء عند ربهم يرزقون، فقد ضحوا بأرواحهم من أجل عزة وأمن وطنهم.
كما أعرب من التقت بهم "الوطن" عن تقديرهم لوقوف الدولة معهم بعد استشهاد أبنائهم، وقالوا إنها لم تتأخر في رد الجميل لمن ضحوا, فقد أحاطت أسرهم وأبناءهم بالرعاية وأمرت بأن يرقى الشهيد إلى الرتبة التي تلي رتبته مباشرة ويمنح راتبا يعادل أقصى راتب درجة الرتبة المرقى إليها، إضافة إلى البدلات والعلاوات ومساعدة أسرته بصفة عاجلة بمبلغ مليون ريال فضلا عن تأمين السكن المناسب بنصف مليون ريال، ومنح كل من والد ووالدة الشهيد مرتبا شهريا قدره 3000 ريال، وتسديد الديون المستحقة للغير.
الشهيد النفيعي حي في ضمير الوطن
المدينة المنورة: علي العمري
أربع سنوات مضت على قصة الرجل الذي استشهد في معركة "الموت من أجل الحياة"، مقبلا على الخطر غير مدبر، لتعاجله يد الغدر بثلاث طلقات استقرت في صدره الكبير، مخلفة إياه شهيدا باقيا في ضمير الوطن.
مشهدان تجليا في حادثة استشهاد النقيب ظافر النفيعي، الأول يطوي صفحة سوداء معتمة تروي كيف أن النهاية ستكون كمثيلاتها، لثلة اتفقت على أن تضرب الوطن في خاصرته موهمة نوازعها المخدوعة بأنها فوق كل عزيمة وهمة، وضاربة عرض الحائط بما قدمه الوطن منذ المنشأ وحتى الممات، والآخر يروي كيف أن الذود عن حياض الوطن لا يكون إلا بالفعل المقترن بالتضحية حتى وإن كانت التضحية ثمنها الموت.
عرف الناس الشهيد ظافر النفيعي في الـ 19 من ربيع الأول 1428 حينما نشرت الصحف المحلية خبر استشهاده، في إطار السعي للإيقاع بالمطلوب الأمني وليد مطلق الردادي المطلوب ضمن قائمة الـ 36 التي أعلنت عنها وزارة الداخلية عام 2007، والذي ثبت تورطه في مقتل الفرنسيين الأربعة الذين قضوا رميا بالرصاص في الـ 26 من فبراير 2007 بالقرب من مركز المليليح (80 كم شمال غرب المدينة المنورة).
في الصباح الباكر من ذلك اليوم، كان الكثير من سكان المنطقة في سبات عميق، خاصة أنه يصادف يوم الجمعة، فيما يأتي الشهيد ظافر ليغادر مسكنه مخلفا وراءه زوجته وأطفاله الأربعة، وبخطى لا تعرف للخوف أو التردد معنى، يسابق الشهيد خطاه، ليكرم بوسام الفخر الذي لا يقابله أي وسام.
لم يكن ذلك اليوم عاديا، حينما احتشدت كتل بشرية بالقرب من مقبرة بقيع الغرقد وهي تتسابق على حمل نعش الشهيد، لتعكس الحب والحظوة التي اكتسبها النفيعي حيا وميتا.
والشهيد النقيب ظافر عبدالله النفيعي الذي لقي ربه وعمره 33 عاما، أحد ضباط المباحث العامة بالمدينة المنورة، تلقى تعليمه العام في مدارس محافظة الطائف، ولأن النزعة العسكرية دائما ما تكون مطلبا فقد اختار النفيعي العمل الأمني عن سواه، ملتحقا بعد إتمامه الشهادة الثانوية بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض، ليتخرج منها عقب 3 سنوات من الصقل والتدريب والتمرس برتبة ملازم، وليبدأ أولى رحلاته العملية من المدينة المنورة، إلى أن لقي وجه ربه الكريم. ومن المفارقات في سيرة هذا الرجل، أنه قبل استشهاده بساعات كان في مهمة أمنية خارج المدينة المنورة، لم تفصل عن المهمة الثانية سوى بساعات معدودة كانت من نصيب زوجته وطفلته لتكون العهد الأخير به.
وتستقر أسرة الشهيد النفيعي حاليا في مدينة الطائف، حيث بادر مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف في أعقاب تقديمه لواجب العزاء بأن تكفل بنقل زوجة الشهيد والتي تعمل معلمة إلى مدينة الطائف، لتكون قريبة من أسرتها وذويها.
زوج "سجانة الحمراء": أتمنى أن يكون مقتله نهاية للقاعدة
أبها: سلمان عسكر
وصف زوج السجانة الأمنية بنقطة تفتيش مركز أمن الطرق بالحمراء بمحافظة الدرب التي حضرت موقع العملية الأمنية في النقطة عام 2009 وذهب ضحيتها الشهيد العريف عامر الشويش، مقتل بن لادن بالإنجاز التاريخي، متمنياً أن يكون مقتله نهاية للقاعدة وعناصرها.
وقال زوج السجانة أحمد أبو الدوش لـ"الوطن": إن أصابع الإرهاب امتدت إلى كل الناس بمختلف أعمارهم وجنسياتهم، وأضاف، كنا نشاهد عبر الفضائيات مفاسد الإرهاب وآثاره التدميرية، إلا أنه حدث أن شاهدت أعمال الإرهاب أمام عيني واقعا مخيفا تقشعر منه الأبدان في ذلك اليوم، مبينا أن مركبته تعرضت لطلقات نارية حيث كان ينقل زوجته إلى مقر عملها، لافتاً إلى أن الإرهاب لم يفرق بين كبير وصغير أو ذكر وأنثى.
وبين الدوش، أن خبر مقتل بن لادن استوقفه بحماس، مؤكدا أن المفسد والقاتل سيكون هذا مصيره، راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يعود منتهجو الفكر وعناصره إلى رشدهم، وأن يعلموا بأن المجتمعات تقف سويا في وجه الإرهاب وقطع دابره.
أسرة الشويش: مقتل زعيم القاعدة قطع لرأس الشر
أبها: سلمان عسكر
اعتبرت أسرة الشهيد العريف عامر الشويش العكاسي أحد ضحايا الإرهاب في نقطة الحمراء عام 2009، مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، قطعا لرأس الشر.
وقال والد الشهيد أحمد عامر الشويش العكاسي لـ"الوطن": إن القاعدة انتشر شرها وعم ضررها الجميع، واستهدفت أرواح بريئة وألحقت الضررالكبير بالممتلكات، وأصبح خطرها جسمياً يهدد الاستقرار العالمي، مضيفاً أن ابنه أحد ضحايا هذا التنظيم المفسد، حيث استشهد في سبيل الله وخدمة دينه ووطنه، مطالبا خلايا التنظيم بتسليم أنفسهم للعدالة.
من جهتها، وصفت والدة الشهيد الشويش استشهاد ابنها في سبيل الله بالعزة والشرف، ومقتل بن لادن بالذل والهوان، مشيرة إلى أن خبر مقتل بن لادن كان خبراً ساراً انتظرته لفترة طويلة من الزمن، فهو شر دخل ضرره لكل بيت في أنحاء الأرض.
من جانبه أوضح يحيى الشويش شقيق الشهيد، أن النهاية الحتمية لأسامة بن لادن جاءت مثلجة للصدورلا سيما أن نهجه الإفساد في الأرض، مضيفاً أن بن لادن لقي حتفه الموعود فالمفسد هذا مصيره، لافتاً إلى أن بن لادن استغل الدين وضعاف النفوس لتحقيق أهدافه ونشر أفكاره بإرهاب الأبرياء وسفك الدماء حيث لم يسلم أحد من شره، مؤكداً أن مقتله كان خبرا سارا لديهم كأسرة تجرعت علقم شروره.
وقال: أخي استشهد في سبيل الله مخلفاً أطفاله الأيتام، مما دفعني لعقد قراني على أرملة شقيقي لتربية أطفاله، معتبراً أن مقتل بن لادن قصم ظهر القاعدة وخلاياها الضالة.
أسر الشهداء يرون في بن لادن "شرا واندحر".. ومصرعه لن يمسح أحزانهم
الرياض: عبدالله الغنمي، ماجدة عبدالعزيز
أعاد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلى واجهة المشهد، بطولات رجال الأمن البواسل وتضحياتهم دفاعا عن أمن الوطن.
أسر الشهداء ما زالت تحدوهم ذكريات الفخر بأبنائهم الذين قدموا لوطنهم دماءهم طاهرة نقية لصون ترابه العزيز. وأكد من التقت بهم "الوطن" أن الدولة لم تتأخر في رد الجميل لمن ضحوا، وذلك بإحاطة أسرهم وأبنائهم بالرعاية التامة وتوفير كل ما يحتاجون إليه قبل أن يطلبوه.
يد العدالة
الشهيد رقيب أول نايف لفاء المطيري استشهد في الفيحاء بالرياض، فأرسلت وزارة الداخلية شقيقه محمد على نفقتها لنيل الدكتوراه من الأردن. وأكد الدكتور محمد أن الوزارة لا تتأخر في تنفيذ طلبات أسر شهداء الواجب، وأن أبناءه يلقون أحسن معاملة وهما ولدان وبنتان يتمتعون بحالة نفسية ومعنويات طيبة، ومخصصاتهم الشهرية والسنوية تصل في الوقت المناسب.
وعن رأيه في مقتل بن لادن، يقول إن خبر مقتله كان له وقع طيب في نفسه، فالفكر الضال ترتبت عليه عدد من المشاكل داخل المملكة، وحمداً لله أنه انحسر في المملكة في الفترة الماضية بشكل كبير، متمنياً أن تطال يد العدالة كل إرهابي يحاول العبث بأمن الوطن ومقدراته.
خدمات وأولويات
أما شهيد الواجب وكيل رقيب عطاالله المطيري فقد استشهد بالقرب من مدينة الحجاج ببريدة في 25 ذي القعدة 1426، وهو آخر العنقود بين أفراد أسرته، ولديه خمسة أبناء وبنتان. ويؤكد شقيقه فيحان المطيري أن أبناء الشهيد حصلوا على سكن مناسب، و20 ألف ريال سنويا للأب والأم ولأفراد الأسرة، بخلاف المخصصات الشهرية للأبناء، كما أن أفراد أسرة الشهيد لديهم بطاقات خاصة من مستشفى الأمن العام تكفل لهم خدمة سريعة وأولوية في المواعيد، إضافة إلى تعليم أبناء الشهيد في مدارس خاصة وتلبية كل طلباتهم. ووصف فيحان بن لادن بأنه "رأس الحية". وقال "شر واندحر".
ويقول والد الشهيد الرقيب جار الله الجارالله، الذي استشهد قبل 6 سنوات في أحد مواقع البطولات الأمنية، إن خبر استشهاد ابنه جاءه صباحا موضحا أن ابنه جار الله هو الثالث بين أفراد الأسرة ولديه ابن وبنت، مضيفاً أنهما يتمتعان بكافة الخدمات، من مرتب شهري ومخصصات سنوية، إضافة إلى السكن الممنوح للأسرة.
ذكرى حية
قد ينساهم الآخرون إلا نحن أسر الشهداء لا ننساهم ولن ننساهم.. بهذه الكلمات بدأت أم عبدالله زوجة الشهيد العميد عبدالرحمن الصالح الذي استشهد في حادثة تفجير مبنى الأمن العام حديثها لـ"الوطن"، مضيفة "نحن ضحايا ولا نفهم ما يحدث في العالم، كل ما أعرفه أن مقتل بن لادن لن يمسح شيئا مما في داخلنا من أحزان، وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من تسبب في الشر لوطننا ولنا، وكان الأحرى بابن لادن أن يرد الجميل لهذا البلد الذي احتواه وأكرمه على أرضه، لا أن يقابل هذا الجميل بالجحود والنكران والقتل والترهيب".
وقالت "إنني وأبناء الشهيد تأثرنا كثيرا لكن الحمدلله أننا في وطن يقدر الشهداء، فقد وقف معنا ولاة الأمر ماديا ومعنوياً، ونحمد الله على نعمة الأمن في الوطن ونشكر الله عليها كم نشكر ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو وزير الداخلية والأمير محمد بن نايف ومكتب أسر الشهداء لرعايتهم المتميزة لأبناء الشهداء".
وأضافت "أبنائي كلهم يسيرون على خطى والدهم في خدمة وطنهم سواء الكبير عبدالله الطالب في كلية الهندسة الصناعية أو أصغر واحد فيهم سعود الطالب في الصف الأول الابتدائي".
الأمن الاستباقي خلال 5 سنوات
يناير 2011:
• "الداخلية" تعلن قائمة تضم 47 شخصا مطلوبين أمنياً بالخارج.
نوفمبر 2010
• ضبط 19 خلية تضم 149 شخصاً 124 سعودياً و25 أجنبيا في عدد من مناطق معظمها في بداية التكوين ولها ارتباطاتها الخارجية وروابطها الفكرية التكفيرية.
مارس 2010
• الإعلان عن تفكيك خلايا إرهابية كانت تعد لهجمات على منشآت نفطية ومنشآت حيوية أخرى، ورجال أمن، بالقبض على 113 شخصا منهم "58 سعوديا، و54 يمنياً وصومالي وبنجلاديشي وإريتري.
أغسطس 2009
• القبض على 44 من منظري ومعتنقي الفكر الضال خططوا لعمليات إرهابية وضبط معهم67 رشاشا و42 صندوق ذخيرة و376 دائرة للتفجير عن بعد واستغلال العمل الخيري في تمويل أنشطتهم وكان المتهمون تدربوا في الداخل والخارج على الرماية وإعداد المتفجرات وأساليب تزوير الوثائق.
أبريل 2009
• القبض على خلية إرهابية مكونة من 11 سعوديا على صلة بعناصر ضالة مقيمة في الخارج بالقرب من الحدود الجنوبية.
يونيو 2008م
• الإعلان عن سقوط 520 إرهابيا تلقفوا رسالة من الظواهري للسرقة والخداع تحت غطاء العمل الخيري.
نوفمبر 2007
• القبض على 6 خلايا تضم 208 إرهابيين إحداها خططت لمهاجمة منشأة نفطية بالشرقية، منها خلية شكلت فريق اغتيالات لاستهداف العلماء ورجال الأمن.
أبريل 2007
• أعلنت "الداخلية" القبض على 172 مواطنا ومقيما، وضبطت معهم أسلحة متنوعة و20 مليون ريال ووثائق ووسائل اتصال وحواسيب ووسائط إلكترونية. ومنهم من قام بمبايعة لزعيمهم أمام الكعبة.