عاشت محافظة تعز يوماً جديداً من العنف بعدما هاجمت القوات الأمنية اليمنية فجر أمس المعتصمين بجوار مكتب التربية في المحافظة الذين يحتجون على قرارات خصميات شملت أجورهم وتوقيف آخرين دون مبرر قانوني، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة المئات بطلقات نارية مباشرة.

وأكد رئيس اللجنة الطبية بساحة الحرية بمدينة تعز الطبيب محمد مخارش لـ"الوطن" أن عدد القتلى يوم أمس وصل إلى ثلاثة، بالإضافة إلى مئات من المصابين منهم 55 مصاباً بالرصاص الحي معظمها بالكتف والرأس والأقدام والبقية بالاختناقات إثر الغازات السامة المستخدمة ضد المحتجين، وقال إن من ضمن المصابين حالتين خطيرتين، مشيرا إلى أن المستشفى الميداني واللجنة الطبية بساحة الحرية يواجهان صعوبة استيعاب كافة الإصابات التي تصل إليهم.

ونفى نقيب المعلمين بمحافظة تعز عبدالعزيز سلطان قيام العاملين بالقطاع التربوي باقتحام مكتب التربية والتعليم وقال إن القوات الأمنية من مكافحة الشغب والحرس الجمهوري قامت بمهاجمة المحتجين ظهر أول من أمس خلال الاتفاق على توقف الاعتصام بعد التواصل مع قيادة المحافظة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وهو ما زاد من تصعيد المعلمين وبقية المحتجين المتضامنين مع مطالبهم.

واستغرب سلطان هذا التصرف غير المبرر من قبل القيادة الأمنية في مدينة تعز تجاه معتصمين يطالبون بحقوقهم المشروعة، وقال إن المعلمين مضربون منذ عدة أيام مطالبين باستكمال مراحل استراتيجية الأجور والعلاوات وطبيعة العمل وغيرها من الحقوق دون أن تجد استجابة من الحكومة إضافة إلى قيام قيادة مكتب تربية تعز بإجراءات تعسفية ضد عدد من المعلمين بتوقف مرتبات العشرات صاحبت توقيف مئات المعلمين عن العمل بطريقة مخالفة للتشريعات اليمنية والقوانين التي تكفل لهم حق الإضراب عن العمل، وهو ما جعلهم يعتصمون بجوار مكتب التربية بطريقة حضارية، مشيرا إلى أن الاعتصام قوبل بالرصاص والغازات وهراوات قوات الأمن.

وأعتبر أن القوات الأمنية لم تتعامل بمسؤولية صوب المعتصمين الذين كانوا قد اقتنعوا بالعودة إلى منازلهم نتيجة وعود تلقوها من قيادة المحافظة، مشيرا إلى أن هجوم القوات الأمنية باستخدام الرصاص والرشاشات وخراطيم المياه والغازات إثر التوقف عن الاعتصام وفتح الشارع العام أدى إلى مقتل ستة وإصابة المئات منهم معلمون.

وانتقد قرار وزارة التربية بتقديم الامتحانات شهرا قبل أن يتمكن الطلبة من إنهاء دروسهم لهذا الفصل، وقال إن الطلبة الذين اعتصموا مطالبين مكتب التربية تأجيل الامتحانات حتى يستطيعوا استكمال دروسهم.

إلى ذلك، قالت مصادر متطابقة إن ما لا يقل عن 15 جريحا أصيبوا بالرصاص في مواجهات في إب (190 كلم جنوب صنعاء) بينما كانوا يحتجون على قمع المتظاهرين في تعز.

وخلفت عمليات قمع المتظاهرين في اليمن أكثر من 155 قتيلا خلال ثلاثة أشهر.

على الصعيد السياسي، تراوح المبادرة الخليجية لحل الأزمة في هذا البلد مكانها في الوقت الحالي دون معطيات جديدة.