ـ 1 ـ

تكورت الكلمات تباعاً.. تقاذفها الكتّاب بأقلامهم، دافعوا عن الفكر والحرية وحقوق الإنسان.. وهاجموا مرمى التخلف والقمع، أما وسطهم فلم يتقن لعبة الربط، لتفشل بذلك كل محاولات التهديف..

في غمرة حماسهم انكشفت الخطوط الخلفية.. فعرفوا مكمن الخلل، وبدأت رحلة البحث عن حارس مرمى يجيد التصدي لكل الركلات و"النطحات"..

ـ 2 ـ

هناك من يدخلون التاريخ بأقلامهم..

وهناك من يدخلونه بأقدامهم..

وإن وجد مَنْ أقلامهم تكتب التاريخ، فمن المحال أن نجد من تكتب أقدامهم التاريخ، إلا إن ابتعدت الأقدام عن الركل وحملت أقلاماً وبدأت تخطّ الأسفار.

ـ 3 ـ

للكرة متعتها.. وللحرف متعته. وإن انحرف مسار متعة الكرة إلى استغلال واحتكار البسطاء، ولم يعد قادرا على الاستمتاع بالرؤية سوى الذين يدفعون، فإنه يفترض بالحرف أن يدافع، ويهاجم في الوقت نفسه. وهذا ما حدث، دافع كتّاب وهاجموا دون جدوى، فالمحتكر دفع المليارات، و"الفيفا" المتخم بالأموال ما زالت أرصدته تزداد صعودا من الهوس الكروي للفقراء.

ـ 4 ـ

من وراء كواليس كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا، وضمن نظرية المؤامرة، قد نجد من يصدق أحد الوشاة لو تحدث عن عقوبة أمريكية غير معلنة رسميا ولا علاقة لها بقرعة المجموعات، أوقعت كوريا الشمالية في مجموعة تضم منتخبات البرازيل والبرتغال وساحل العاج وكلها منتخبات لا ترحم..

وأحد الوشاة أيضا رجّح أن إيران تعمدت عدم التأهل للنهائيات لتنفذ بجلدها من عقوبة مماثلة.

ـ 5 ـ

استيقظا ذات صباح معشّق بالفيروز، شربا قهوتهما من فنجانين متشابهين، تحاورا، وكلما قدم لها حجة مقنعة قدمت له حجة مقنعة.. تعادلا في كل شيء، تمدد الزمن واستطال وانتهت الحصتان الإضافيتان ليحتكما إلى الضربات الترجيحية..

سددت بعينيها ونبضها إلى مختلف الاتجاهات.. وسجّلت كل رمياتها، أما هو فقد وقف عاجزا عن التسديد.. وظلّ يتلقى سهامها مستسلماً لجنونه.

ـ 6 ـ

كم تنادوا وقالوا: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة..

مرت السنوات.. ضاع الصوت وتلاشى وضاعت المعركة الأم.. وانشغل العرب في أم المعارك الكروية بين بلدين لا بدّ من متأهل للنهائيات بينهما.. وبرغم بدء النهائيات إلا أن البعض ما زالوا يثيرون النعرات التي تزيد الضغائن.

ـ 7 ـ

32 منتخبا يتصارعون بأرجلهم من أجل إحراز كأس العالم بكرة القدم.. والطريف أن من ستقودهم أرجلهم إلى الظفر بالكأس سيحملونها بأيديهم!