في الوقت الذي ابتعدت فيه يد الترميم والصيانة, تسارعت التصدعات الكبيرة والشقوق المختلفة لتضرب جدران وسور"حمام أبو لوزة ", أحد المعالم التراثية والتاريخية، الذي يقع بين قريتي البحاري والتوبي في محافظة القطيف، وتعالت الأصوات التي تطالب بضرورة حماية المعلم التراثي الفريد في المنطقة.

حمام أبو لوزة الذي تم بناؤه على طراز الحمامات التركية، يرجع إلى القرن الثالث الهجري في عهد القرامطة - بحسب باحثين في مجال التراث والتاريخ – وقد أعيد تجديد بنائه في عهد الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله خلال حكم الدولة السعودية الثانية، ويعد الحمام الوحيد في المنطقة الذي تم بناؤه على هذا الطراز من روائع الإبداع المعماري والتراثي التي عرفت الانتشار في حقبة الحكم العثماني في بلاد الشام والعراق.

من جهته، بين مدير متحف الدمام عبدالحميد الحشاش لـ "الوطن" أن هذا المعلم التراثي ينتظر دوره ضمن المواقع المدرجة على قائمة الترميم في المنطقة الشرقية، وهناك خطة لترميم وتطوير المواقع الأثرية في الوقت الحالي في كل من جزيرة تاروت وبلدة دارين.

وأضاف "ستقوم لجنة بزيارة عاجلة للموقع وتنظيفه فوراً، كما سيتم استعجال عملية الترميم في حال تبين أن الوضع لا يتطلب التأخير، وعموماً عملية ترميم الحمام مرفوعة منذ فترة، وسنعمل على تنفيذها في القريب العاجل"، موضحاً أن الموقع غير مهيأ في الوقت الراهن لزيارته من قبل السائحين ويشكل خطورة عليهم.

فيما طالب الباحث في شؤون الآثار عبدالخالق الجنبي بالإسراع بترميم الحمام وإعادة تأهيله للسباحة والاستجمام كما كان سابقاً، وقال: كنت قبلها أسمع عما حدث ويحدث لهذا الأثر الفني القديم "حمام أبو لوزة"، ولكن رؤيتي لما وصل إليه جعلني أشعر بالحزن والألم الشديد.

وأضاف في الوقت الذي تبذل فيه الجهود وما تمخض عنها من اكتشافات جديدة في الراكة والجبيل، هناك بطء في ترميم ما هو قائم، ومن الأمثلة على ذلك في المنطقة "قلعة الفيحاني" في دارين التي لم يعد لها وجود الآن، و"قلعة تاروت" الآيلة إلى السقوط، متسائلا: ما الفائدة المرجوة إذا كانت الخطوات تتسارع للكشف عما هو مختفٍ تحت الأرض من آثار في حين يتم تغافل الآثار القائمة فوق الأرض، التي صارت تتساقط واحدة تلو الأخرى؟!.