ساعة ونصف أو أكثر تقريبا ضائعة من العملاء خلال دوام البنوك، يتضررون منها، إذ يتم إغلاق أبوابها بحجة "مغلق للصلاة"، في صلاتي الظهر والعصر، ولستُ معترضة أبدا على الوقت المستقطع من الدوام لأداء الصلاة، فهو لا بُد منه، ولكن المؤسف استغلال ذلك بإغلاق الأبواب قبل نصف ساعة تقريبا من الآذان، لتستمر ما يقارب الساعة في صلاة الظهر خاصة، والمشكلة أنها تُقفل أبوابها حتى بأقسامها النسائية، وعلى عملائهم الانتظار في الشارع تحت شمس الظهيرة أو برد هذا الشتاء، ولا أعلم لماذا تُقفل أبوابها؟ أليس من حق العملاء خارجها أداء الصلاة داخلها مثل الموظفين، وأخص هنا النساء اللاتي مع الأسف بعضهن يستخدمن سيارة أجرة، فيضطررن للوقوف أمام البوابة بين المارة من الرجال في الشارع ويتم منعهن من الدخول بحجة أنها أوامر.

وأتساءل بصراحة: ألا يُمكن إبقاء أبوابها مفتوحة وقت الصلاة مع إيقاف العمل داخلها أثناءها؟! فيُمكن العملاء والعميلات من الدخول وأداء الصلاة أيضا؟ ثم إن كان الرجال يستطيعون الذهاب للمساجد القريبة فالنساء مضطرات للانتظار في الشارع! وأستشهد بموقف حصل منذ فترة؛ حيث وصلتُ إلى البنك الذي أتعامل معه قبل أذان صلاة الظهر بنصف ساعة بعد زحام الطرق المعروف، وفوجئت أنه مغلق، وكانت سيدتان تنتظران قبلي، فأخبرتُ البواب أننا نرغب بالدخول للصلاة والانتظار بالداخل حتى الانتهاء من الاستراحة المقررة، مع ذلك رفض!! بحجة أنه لا يستطيع مخالفة الأوامر، فذهبت لقسم الرجال علِّي أجد في إدارته من يتفهم رغبتنا كمنتظرات، ففوجئت بأن عددا من العملاء الرجال أيضا ينتظرون مثلنا، والمدهش أن الباب الزجاجي الكبير للقسم الرجالي للبنك ترى خلاله بعض موظفي البنك يجلسون على مكاتبهم وآخرين ينوون الصلاة جماعة، فسمعت أحد الرجال المنتظرين يطلب ويشير بيده لفتح الباب كي يصلي معهم جماعة، لكنهم رفضوا فتح الباب بحجة أنه مغلق لأداء الصلاة!

كان موقفا غريبا، تخيلوا زجاجا فاصلا بين موظفين يصلون الجماعة وعملاء يقفون يترجونهم فتح الباب لمشاركتهم الصلاة! بالله عليكم هل يُعقل ذلك؟ وبعد أن انتهوا استمروا في قفل الباب، لأن الموعد المحدد لم يأت لفتحه رغم انتهاء صلاتهم! صحيح أنه من المعروف أن ساعة صلاة الظهر تُؤخذ استراحة صلاة وغداء للموظفين، لكن المشكلة أن مُعظم عملاء البنوك من الموظفين أيضا ويتزامن دوام أعمالهم وخروجهم لتوصيل أبنائهم من المدارس للمنازل مع الدوام البنكي، فليس أمامهم سوى الاستئذان، لينجزوا معاملاتهم البنكية، وهنا كم نهدر من وقت العمل الحكومي! وكم يتعطل المراجعون لأجهزتهم الحكومية نتيجة غيابهم!

أخيرا، إن كان ذلك بأمر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأتوجه لمعالي رئيس الهيئة الدكتور آل الشيخ بإعادة النظر لفتحها أثناء الصلاة وخاصة الأقسام النسائية، لما فيه من مصلحة كبيرة تتحقق للنساء.