لا أخفي سعادتي حين أسمع بين حين وآخر أن فتيات سعوديات أوجدن بأنفسهن لأنفسهن فرص عمل طريفة، كتلك التي ابتكرنها على أبواب المنتزهات والأسواق المكتوب عليها "للعائلات فقط" ولا تسمح بدخول العزاب.

"للعائلات فقط" تعني النساء لوحدهن أو بمحارمهن الرجال، فالمكان في النهاية سيجمع خليطا من الرجال والنساء أزواجا وعزّابا.

في أماكن "للعائلات فقط" رجل العائلة ليس رجلا لكل العائلات وأخ الفتاة ليس أخا لكل الفتيات، وزوج المرأة ليس محرما لكل النساء، وحال هؤلاء الرجال مع بقية النساء داخل المنتزه مثل حال الأعزب المطرود معهن تماما.

هؤلاء العوائل لم يحدث أن تقدموا بطلب من إدارة المنتزه أو من النظام بطرد العزاب من أبناء العائلات بالداخل أو من أولئك المطرودين على الباب.

النساء داخل هذه الأماكن يظهرن بنفس الهيئة التي يظهرن بها في الشارع سواء في لبسهن أو حركتهن، ولو كان طرد العزاب بحجة أن يأخذ النساء راحتهن فهو تبرير كاذب لا يختلف عن القول بطرد العزاب من السوق أو من الشارع.

العزاب يتم طردهم ليس بحجة منع الاختلاط فالمكان مختلط، ولا بحجة أنه ليس محرما فالمكان يعج بغير المحارم، ولا بحجة خصوصية النساء فالمكان مكان عام، ولا بحجة أنه أعزب فالمكان ممتلئ بالعزاب مثله، إنما يتم طردهم هكذا بلا سبب.

يجب أن نتذكر أنه بالرغم من ممارسة هذه التجارة على نطاق واسع وكثيف ومن زمن طويل إلا أننا لم نسمع عن حوادث أخلاقية داخل المنتزهات قام بها هؤلاء العزاب.

سيبقى المكان "للعائلات فقط" كما هو ولن يتغير سواء دخله العزاب المطرودون أو لم يدخلوه فهو مليء بعزابه وعزباواته ضمن (العوائل).

الفتيات المحتاجات أدركن هذه الحقائق البسيطة التي تعامى عنها النظام فمارسن التجارة، يقمن بمرافقة الأعزب المطرود حتى يدخل من بوابة المكان، ويرجعن وهو يبقى حيث يغدو فردا من ضمن "العائلات" لن ينتبه أو يهتم لوجوده أحد.

إنني أقدر كثيرا هؤلاء الفتيات الذكيات، وأتمنى ألا ينقطع رزقهن!