الأخ عبد الكريم عائض القحطاني، أعادني لسؤالين مهمين طرحتهما قبل سنوات وهما: هل تعرف شيئا عن الإسعافات الأولية؟ وفي حال صادفت حادثاً مرورياً ووجدت عددا من المصابين بإصابات مختلفة.. هل تعرف الطريقة المثلى لإسعاف هؤلاء وإنقاذ حياتهم؟

الآن ليتخيل كل واحد منا أنه في مكان هذا الرجل، وليخبرنا كيف سيتصرف، يقول الأخ الكريم عبد الكريم: كنت مسافرا من شرورة لنجران وفي منتصف الطريق تقريباً، شاهدت حادثا مروعاً، كان هناك الكثير من الإصابات، حيث إن إحدى السيارتين بها عائلة مكونة من عدة أشخاص.. كان منظرا مؤلما لا يمكن لي نسيانه.. توقفت للمساعدة.. لكنني وقعت في ورطة فأنا لا أعرف حتى أبسط الإسعافات الأولية، بل حتى لا أحمل حقيبة للإسعافات الأولية.. وقفنا في حيرة كيف سننقذ المصابين، حتى دورية أمن الطرق لا حيلة لها سوى إرسال البلاغات!

بعيدا عن موقف الأخ عبد الكريم، ما زلت أسأل عن خبر قرأته ـ بدأت أشك أنني لم أقرأه بل أتوهمه ! ـ يقول إن هيئة الهلال الأحمر طلبت من إدارة المرور ربط الحصول على (الرخصة) بشرط حصول الشخص على شهادة من الهيئة تفيد باجتيازه دورة في الإسعافات الأولية!

وحتى يكون هناك تحرك رسمي وجاد لتفعيل ذلك، ستمضي حياتنا بالبركة، وسيكون سلاحنا الوحيد "الفزعة يا النشامى".. ولذلك أجد نفسي مضطرا أن أختم بذات الجملة التي ختمت بها مقال سابق: لو ابتلع طفلك الصغير قطعة بلاستيكية وأعاقت مجرى التنفس فإنك لن تستطيع فعل شيء سوى حمله والذهاب به لأقرب مستوصف.. وفي هذا الزحام القاتل لن تصل لـ"أقرب مستوصف" إلا بعد نصف ساعة.. أي بعد وفاته بـ 27 دقيقة.. ذلك لأن عملية الإنقاذ يجب أن تتم خلال ثلاث دقائق فقط.. دمتم بصحة وعافية.