أصدرت المنظمة الصهيونية الأميركية بيانا أول من أمس طلبت فيه من لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية "إيباك" الاعتذار عن استقبال الرئيس باراك أوباما في جلسة المؤتمر السنوي للجنة التي تعقد اليوم ويلقي فيها أوباما خطابا حول العلاقات بين البلدين. وقالت المنظمة في بيانها "نحث إيباك على سحب الدعوة التي وجهتها للرئيس أوباما لإلقاء خطابه ونحث أصدقاء إسرائيل على الاتصال بممثليهم في الكونجرس للعمل ضد سياسة أوباما المعادية لإسرائيل". وكانت منظمات يهودية أخرى قد اتخذت مواقف أقل حدة من موقف المنظمة الصهيونية الأميركية. ومن جهتها طلبت إيباك من أعضائها الامتناع عن مقاطعة خطاب أوباما خلال إلقائه والامتناع أيضا عن إصدار أصوات الاستهجان إذا قال شيئا لا يتفق مع رؤية بعض الحضور. فضلا عن ذلك فإن بعض كبار المتبرعين التقليديين للحملات الرئاسية الأميركية من الجالية اليهودية أعلنوا أنهم سيقاطعون خطاب أوباما في إيباك وسيمتنعون عن دعم حملته الرئاسية لخوض الانتخابات المقبلة عام 2012.

وفي رام الله أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث أن ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقائه مع الرئيس الأميركي أول من أمس "ينسف أي احتمال لأي سلام". وقال "نتنياهو يقول أن لا رجوع إلى حدود 1967 ويعتبر أن القدس هي أمر محسوم ويريد تواجدا عسكريا على كل غورالأردن في منطقة تشكل 28% من مساحة الضفة الغربية ولا يريد أي عودة للاجئين الفلسطينيين ثم يقول إنه يريد السلام؟ عن أي سلام يتحدث؟". وأضاف شعث "أن من الوقاحة أن يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه يريد ضم الكتل الاستيطانية بادعاء أنها حقائق وجدت على الأرض خلال سنوات الاحتلال".

وفي بروكسل يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى غدا توحيد موقفهم من إعلان الرئيس الأميركى بضرورة تحقيق اتفاق سلام إسرائيلى فلسطينى يقوم على حدود 67. ويواجه الاتحاد انقساما داخليا بين مؤيد ورافض لهذه المبادرة الأميركية، وذلك رغم إعلان وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون أول من أمس ترحيبها الرسمى بإعلان أوباما. إلا أن الدول الصديقة لإسرائيل داخل مجموعة الاتحاد، ترفض بإيعاز من إسرائيل فكرة العودة إلى حدود 67. وترى هذه الدول أن ذلك الاتفاق "سيكون على حساب إسرائيل لمصلحة الفلسطينيين".

وفي سياق متصل قال مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأميركية إن رد فعل نتنياهو على سياسة أوباما في الشرق الأوسط ربما يؤدي إلى تأييد الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن جانبه رحب الرئيس التركي عبدالله جول بدعوة الرئيس الأميركي باراك لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام1967، واصفا تلك الخطوة "بأنها هامة للغاية". وقال في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس إن إسرائيل "لها الحق في أن تضع أمنها أولا ولكن لكي تفعل ذلك على نحو فعال، فإنه يتعين عليها أن تفهم معنى الانتفاضات الديمقراطية في العالم العربي، وفي المقام الأول أن الناخبين لن يسمحوا للحكومات المنتخبة الجديدة بقبول السياسات الإسرائيلية "المهينة".