لا يمكن المرور على فقد قرابة المئة من أشقائنا المصريين دون التوقف أمام الأمر الجلل وتأمل المشهد الحزين الذي اختطف شبابا غضا في عمر الزهور كل ذنبه أنه تواجد للاستمتاع بتسعين دقيقة كرة قدم.

سأتواجد بخيالي مكان أمٍ مكلومة أو أخت مفجوعة أو والد يلملم حسرات قلبه على ابن لهم ودعهم ظهيرة الأربعاء ليحضر مباراة كرة قدم فعاد إليهم محمولا على الأكتاف.

الكارثة التاريخية التي ملات أصقاع الدنيا لن تذهب من خيالنا قريبا، ولن تمحيها مزايدات سياسية تحاول خطف المشهد لمصالح مختلفة ليس من بينها جلل الأمر أو حزين أثره..

فصوت المصري أحمد شوبير منهارا في أستوديو التحليل لن يمحى من ذاكرة المتابعين بسهولة، في صوت أظنه نطق من أعماق ضميره مناديا كل أبناء مصر (كفاية) التفتوا للغالية أم الدنيا حتى يعاد ضرب الأمثال بها.

ورغم هول الفاجعة إلا أنني لن أضع يدي على رأسي محزونا بل سأوجهها لخالق السماء متمتما بالتعازي باسم كل من عاش على أرض هذه البلاد لأسر الضحايا ولكل العرب والمصريين ذارفا دمعة حرقة على حال أم الدنيا ورياضتها سائلا المولى سبحانه أن يعجل بصلاح الحال والأحوال محملا بكثير من الأمل في قدرة الأشقاء هناك على لملمة الذات للانطلاق أقوى مما كانوا لأن بينهم الكثير من الحكماء والعقلاء ومسددي الآراء بإذن الله.