تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا بالترويج اليوم في قمة الثماني التي تنعقد في فرنسا للربيع العربي، عبر برنامج دعم سياسي واقتصادي، فيما شهدت البؤر الساخنة في كل من اليمن وليبيا تصعيدا عسكريا اتخذ ما يشبه الحرب الأهلية في صنعاء، وحرب مواجهة بين قوات العقيد معمر القذافي والقوات الأطلسية في ليبيا.
واحتدم القتال في اليمن أمس لليوم الثالث، بين المسلحين المناصرين للشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد، والقوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، وسط حركة نزوح للسكان من مناطق التوتر في العاصمة، باتجاه مدن الجنوب. ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما صالح "للوفاء فورا بتعهده بنقل السلطة" والتنحي عن الحكم. من جانبه قال صالح إنه يأمل ألا يصبح اليمن دولة فاشلة أو ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة، مضيفا أن الشعب اليمني يريد انتقالا سلميا للسلطة.
وفيما لم يسجل على الصعيد السوري سوى الإعلان عن مقتل ثلاثة رجال أمن في كمين قرب حمص، شن حلف شمال الأطلسي أعنف ضرباته الجوية على العاصمة الليبية في أكثر من شهرين، الذي اعتبرته الخارجية الروسية أنه "تجاوز خطير" لقرارات الأمم المتحدة حول ليبيا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد إضافي لأعمال العنف، إلا أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قال إن حملة القصف الجوي تحرز تقدما وينتظر أن تحقق أهدافها خلال شهور.
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلديهما سيروجان لـ"برنامج دعم" سياسي واقتصادي لـ"الربيع العربي" أثناء قمة مجموعة الثماني التي ستنعقد اليوم في فرنسا.
ودعا أوباما في اليوم الثاني لزيارة الدولة التي يقوم بها إلى بريطانيا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح "للوفاء فورا بتعهده نقل السلطة" والتنحي عن الحكم.
وأقر أوباما بأن غارات حلف شمال الأطلسي على ليبيا "محدودة أصلا"، لكنه توقع أن تؤدي عملية بطيئة بوتيرة ثابتة إلى الإطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي في نهاية المطاف.
وحث كل من أوباما وكاميرون خلال مؤتمر صحفي مشترك في لندن على الصبر والثبات في العملية. وقال أوباما "بمجرد استبعاد تدخل من القوات البرية فإن الغارات الجوية ستكون محدودة بطبيعة الحال".
وأضاف "في النهاية ستكون عملية بطيئة إنما بوتيرة ثابتة"، مضيفا أن على المعارضة الليبية أن "تتحمل مسؤولياتها" للإطاحة بنظام القذافي.
وفيما يخص الشرق الأوسط أعلن أوباما، أن التوصل إلى اتفاق سلام في المنطقة يتطلب "تنازلات مؤلمة" من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، واصفا احتمال طلب الفلسطينيين من مجلس الأمن الاعتراف بدولتهم في حدود 1967 بأنه خطأ. وقال إن "السبيل الوحيد لقيام دولة فلسطينية هو عندما يتفق الإسرائيليون والفلسطينيون على سلام عادل".
وأضاف "أنا واثق بأنه من الخطأ أن يسعى الفلسطينيون للحصول على اعتراف بدولتهم أمام الأمم المتحدة بدل الجلوس إلى طاولة الحوار مع الإسرائيليين".
وأعلن كاميرون، أن بريطانيا والولايات المتحدة ستروجان لـ"برنامج دعم" سياسي واقتصادي لـ"الربيع العربي" أثناء قمة مجموعة الثماني في فرنسا. وقال إن "الرئيس أوباما وأنا شخصيا مصممان على الوقوف إلى جانب أولئك الذين يعملون من أجل الحرية". وأضاف "إنها الرسالة التي سنوجهها في قمة مجموعة الثماني حيث سندعم برنامجا واسعا للدعم السياسي والاقتصادي للبلدان التي ترغب في القيام بإصلاحات".
وأضاف أوباما "نحن ملتزمان ببذل كل جهد لدعم الشعوب الطامحة إلى الديموقراطية والقادة الذين ينفذون إصلاحات ديموقراطية" مشيرا إلى "تغيير تاريخي" في البلدان العربية والإسلامية.
وتابع الرئيس الأميركي "سنبحث مع شركائنا في مجموعة الثماني كيف يمكن للبعض منا، ضمن المجتمع الدولي الأوسع، تقديم الدعم للبلدان التي تقيم الديموقراطية".
وأعلن قصر الأليزيه أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اختار أن يجعل من قمة دوفيل "لحظة مؤسسة لشراكة طويلة الأمد" بين الدول العربية التي تدعم الديموقراطية ومجموعة الثماني (الولايات المتحدة وروسيا واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا).