تحولت العيون الحارة بمحافظة العارضة الواقعة جنوب شرق جازان من منطقة جذب سياحي إلى أماكن موبوءة ومأوى للضفادع والحشرات وأماكن لانتشار الطحالب، باتت تهدد زائريها بانتشار الأوبئة والأمراض، بسبب إهمالها، بعد أن كانت مقصدا للباحثين عن الشفاء ممن يعانون الأمراض الجلدية والروماتيزم.

وأجمع عدد من الأهالي والزوار على أهمية إعادة تأسيس مشروع العين الحارة كونها أحد المعالم السياحية الهامة في المنطقة، إذ يتوافد عليها المواطنون من داخل المنطقة وخارجها وذلك للاستمتاع بمياهها الجوفية الحارة والاستفادة من تأثيرها العلاجي ولاستشفائي من بعض الأمراض لما تحويه من مياه معدنية.

وأوضح أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة جازان الدكتور عبدالناصر بن محمد أن العيون الحارة تعرف علميا باحتوائها على مواد معدنية كبريتية في شكل أملاح ومواد كيميائية مذابة، والتي تكون درجة حرارتها مرتفعة نتيجة لارتفاعها من أغوار بعيدة من طبقات الأرض أو لقربها من البراكين، مشيرا إلى أن مياهها شديد الحرارة وحرارتها تكون اعتيادية من الدخان الأبيض المتصاعد من أبخرتها.

وبين ابن محمد أن العديد من الدول بما فيها مصر تولي العيون الحارة اهتماما بالغا لما تجده من إقبال كبير من الزوار الباحثين عن الشفاء من الأمراض وخصوصا أمراض الروماتيزم والأمراض الجلدية بشكل خاص، لافتا إلى أن زيارات المرضى لهذه العيون أظهرت نتائج ايجابية في شفائهم من أغلب الأمراض وذلك من خلال استخدامهم المتكرر لمياهها الكبريتية.

وقال أحمد الخبراني إنه تفاجأ بمنظر تلك العيون المملوءة بالميكروبات والجراثيم والتي بحاجة لتنظيفها من الطحالب والضفادع والحشرات وكذلك العناية بدورات المياه الموجودة.

وأشار عبدالمنعم أبودية إلى أنه كان يذهب إلى العين الحارة كل خميس في قت مبكر قبل صلاة الفجر بصحبة أفراد عائلته وذلك لحجز المكان المناسب والاغتسال بماء العين لما فيه من فوائد جمة، إلا أنه في هذه الآونة قرر عدم الذهاب إليها بسبب الروائح الكريهة الناتجة عن إهمال النظافة والمياه المنسابة بمدخلها.

وبين راجح الشريف من المنطقة الغربية أنه سمع عن العيون الحارة ومالها من فوائد كبيرة في معالجة بعض الأمراض الجلدية. وقال إنه حضر هو والعديد من زملائه لزيارة جازان والمواقع السياحية إلا أنهم تفاجؤوا بما وجدوه من إهمال لتلك العيون بخلاف المناطق الأخرى.

وقال قاسم عطيف إنه في كل زيارة لتلك العين يجدها تتراجع للأسوأ حيث لا يتم الاهتمام بها من خلال وجود أماكن مخصصة للنساء والرجال كما هو في العيون الأخرى.

وطالب بندر العامري المسؤولين من لجنة التنشيط السياحي بالمنطقة وأمانة جازان الاهتمام بهذه العيون لتظل معلما ومركزا من مراكز الجذب السياحي ليجد الزائرون ما يحتاجونه فيها من علاج واستراحة واستجمام بشكل حضاري.

من جهته، كشف مدير العلاقات العامة بأمانة جازان عبدالرحمن الساحلي أن موقع العين الحارة بالعارضة ملك خاص لعدد من رجال الأعمال وهم المعنيون بصيانة الموقع من الداخل، وليست ضمن الأماكن العامة، مشيرا إلى أن البلدية قامت بأعمال السفلتة وإيصال الإنارة إلى أسوار مبنى العين الحارة بمحافظة العارضة، لافتا إلى أنه يجري التثبث من إحداثيات تلك الملكية لتطويرالجزء المتبقي منها مستقبلا.

إلى ذلك حاولت "الوطن" الاتصال بالرئيس التنفيذي لجهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة جازان رستم الكبيسي على هاتفه الجوال إلا أنه كان مقفلا، فيما رفض الرد على هاتف مكتبه الخاص.