الحدث الإعلامي الضخم والكبير، الذي حدث في إستاد بور سعيد قبل أسبوع، كان يحتاج إلى ماكينة ضخ إعلامية من الطراز الكبير والفاعل والمستيقظ وغير الناعس.
أن يموت أكثر من 80 شخصا في ملعب كرة قدم، فهذا، وبعيداً عن البعد الإنساني المؤلم في القضية، يُعد حدثا إعلاميا بارزا، من المفترض أن يتصدّر نشرات الأخبار العامة والمتخصصة، في كل القنوات الفضائية المصرية.
القنوات الفضائية المصرية، أكثر من الهمّ على القلب، لكن كثرتها هذه، لم تكن موازية لضخامة الحدث في بورسعيد، وهو الحدث الذي أُزهقت فيه عشرات الأرواح، في بلد كان فيما مضى رائداً في العملية الإعلامية.
عشرات القنوات الفضائية المصرية نامت ملء العين عن هذا الذي صار، وبعضها القليل أشار إشارة عابرة إلى الحدث خبرياً، أو من خلال لقطتين أو ثلاث من داخل الملعب، وهي لقطات معادة ومؤرشفة من السابق، لقطات لا تقول شيئاً، ومراسلون لا يقولون شيئاً.
تخيّلوا، كلّ شبكة النيل الإعلامية وشبكة تلفزيون دريم وشبكة مودرن، بقنواتها التي تفوق الثلاثين، تضع تحت رأسها أكبر مخدة وتنام وتشخّر.
إحقاقا للحق، أستثني بعض المجهودات الإعلامية المتميزة لشبكة قنوات الحياة المصرية، وقناة المحور أيضا، إذ كانت هاتان الجهتان مع الألم المصري العام، ومع ضخامة الحدث دقيقة بدقيقة.
القنوات الرسمية، وعلى رأسها فضائية مصر الأولى، لا أريد أن أقحمها في موضوع المقال، لأنها في الغالب قنوات مسيّسة، ولا يمكن أن يتناولها أحد، لأنها تخضع لحسابات متذبذبة أخرى، وما كان يهمنا هو القنوات الخاصة والحُرّة وذات الملكيات الفردية، التي ربما لا تخضع لتسييس.
السؤال: كم كانت قنوات وفضائيات مصر الأخرى، تحتاج من أعداد الموتى حتى تصحو وتمغّط ذراعيها وتستحمّ ثم تذهب لتغطية الحدث؟