سيكون من الصعوبة بمكان إيجاد اتفاق حقيقي بين المتابعين الرياضيين حول تقييم ما أسفرت عنه نتائج الجولة الأولى لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، فبعد أربعة لقاءات تفاوت المستوى الفني بينها يبدو التقييم العام بحاجة لفصل كل لقاء على حدا لتحقيق مزيد من الإنصاف في الحكم، إلا أن السمة الأبرز بقيت بروداً شاب المشهد العام للبطولة بسبب توقيتها، مما تسبب بمرور الجولة الأولى وسط كثير من أجواء الملل.
الهلال والفيصلي
قبل أن تبدأ صافرة الحكم مطرف القحطاني ظهرت بوادر تشير إلى أن اللقاء سيكون من العيار الخفيف، حيث اكتفى 836 مشجعاً بحضور لقاء بطل ثنائية الموسم، وإذا عرف السبب بطل العجب، فالهلال خرج للتو من المنافسة الآسيوية بخسارة قاسية أمام الاتحاد، فيما لم يكن لدى الفيصلي كثير من الدوافع لفعل شيء، فمدربه الكرواتي زلاتكو غادر مع محترفي الفريق بعد نهاية الدوري قبل أن يتم تبليغ النادي بحلوله بديلاً عن التعاون، وإدارته لحقت بمن تبقى من لاعبيها المحليين وزجت بهم في آخر لحظة، فيما تطوع الوطني الحميد العتيبي ليكون على قمة الجهاز الفني، كما إن تقارب موعد اللقاء مع نهائي دوري أبطال أوروبا كان دافعاً كبيراً للغياب عن حضوره.
ولم يخيب الفريقان التوقعات فظهر لقاءهما خالياً من المتعة، وطغت العشوائية، وكانت أصوات دكة البدلاء أعلى من أصوات المدرجات شبه الخاوية، واستغل رادوي غياب الجدية فنال ما يريد بحصوله على بطاقة الحمراء، إلا أن الهلال استطاع ببعض شخصيته تحقيق فوز باهت 2-1 سيساعده في لقاء الإياب .
الوحدة والاتفاق
لم يشأ الوحدة أن ينتهي موسمه بشكل مأساوي بعد قضية قرار هبوطه للدرجة الأولى، فقال كلمته بقوة أمام ثالث الدوري الاتفاق، ورغم قرار الاستعانة بعدد من لاعبي الفريق الأولمبي من قبل المدرب بشير عبدالصمد إلا أن اللاعبين الجدد لم يفوتوا الفرصة وظهروا في أفضل صورة وكسبوا 2-1، فيما لم يكن الاتفاق مقنعاً، وبدا أنه عاد لمرحلة تفاوت النتائج وتذبذبها.
وعانى المدرب يوسف الزواوي كثيراً من عدم التزام لاعبيه فنياً خلال اللقاء مع غياب التركيز الذي أثمر هدفاً في الوقت الضائع.
الشباب والأهلي
سنحتاج كثيرا من الحديث لو قررنا سبر أغوار الأهلي والخروج بتفسير واضح لما يحدث له في كل لقاء.
وفي لقائه مع الشباب دخل الأهلي بجدية وتركيز عال أثمرا هدفاً للعماني عماد الحوسني، قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب بمرور الوقت؛ فتلقى الفريق هدفين وطرد لاعبه محمد مسعد وهو أمر قد يساعد في تفسير بعض ما يحدث للفريق الذي رغم جديته التي أظهرها في الدقائق الأخيرة والتغييرات الهجومية التي أجراها مدربه اليكس لم ينجح في منع الشباب من المحافظة على انتصاره، ومن الإنصاف الإشارة إلى التعامل الواقعي لعناصر الشباب والقدرة على التعويض رغم الهدف المبكر والشد الذي طغى في بعض أوقات المباراة، وهو ما قد يساعده للحصول على الكأس للمرة الثالثة على التوالي في تاريخ المسابقة.
النصر والاتحاد
يبدو أننا أصبحنا على موعد مع كثير من لقاءات الفريقين خلال الموسم الحالي، حيث التقى وسيلتقي الفريقان 4 مرات، ففاز الاتحاد في مواجهة، وتعادلا في لقاءين وبقي لقاء الإياب.
وكعادة تلك اللقاءات وخصوصيتها جاءت مباراة أول من أمس غنية بالأحداث، فشهدت ستة أهداف تقاسماها مناصفة، وكان النصر المبادر في كل الأوقات إلا أن الاتحاد أجاد الرد دائماً وحتى الرمق الأخير كان أنصار النصر يمنون أنفسهم بفوز، إلا أن رأسية محمد الراشد في الدقيقة 93 نسفت كل ذلك.
ويبدو أن النصر لم يتبق لديه كثير ليقدمه وسيكون من الجيد العمل مبكراً لموسم مقبل، فمجريات المباراة بينت حاجة النصر الفنية لترميم عدد من المراكز رغم الاجتهاد الذي تقدمه عناصر جديدة مثل بدر المطوع وسعود حمود وعبدالرحمن القحطاني، وهو ما يعني الحاجة إلى مزيد من العناصر الجديدة لتطعيم الفريق، وإلا فإن البطولات ستواصل خصامها مع النصر سنوات أخرى.