تحولت ندوة تعزيز الأمن الفكري ومكافحة الغلو التي نظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة أول من أمس، إلى جلسة حوار مفتوح لبحث محاكمة الصحف وكتابها، وكيفية مواجهة "الإعلام" الذي يرى مشاركون أنه أبعدهم عن دائرة الضوء.

وطالب عدد من أئمة المساجد المشاركين في الندوة التي حملت عنوان "الأمن الفكري والمسؤولية الشرعية" بجدة أمس، ببحث سبل منع المتردية والنطيحة ـ حسب تعبيرهم ـ من الكتابة في أعمدة الصحف اليومية، التي وصفوها بأنها تستقطب كل من "هب ودب"، للكتابة على صفحاتها.

واقترح آخرون إنشاء هيئة شرعية، متخصصة في الرقابة الدقيقة على مقالات الصحف، بهدف تصفية المقالات العلمانية حسب وصفهم، فيما طالب أحد الحاضرين عبر مداخلته باستغلال وتفعيل دور الإعلام الجديد مثل: يوتيوب، فيس بوك، وتويتر؛ لمواجهة هذه الفئة "المُستَكتَبة"، بقوله "إذا كانت الصحافة حجمتنا، فأمامنا الإعلام الجديد".

الندوة التي تطرقت في جزء يسير من وقتها إلى الفرق المغالية في الدين مثل تنظيم القاعدة، اقتصر حضورها على دعاة وأئمة مساجد تابعين لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة.

وتحدث كل من عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة في جامعة أم القرى، الدكتور أبو زيد مكي، وعضو هيئة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور موفق كدسة، عن مفهوم الأمن الفكري، حيث أوردا أدلة قرآنية وأحاديث نبوية في هذا الشأن، وأنواع الفرق المغالية في الدين، وفكر ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة".

وأوضح مكي أن لفظ "تنظيم القاعدة"، هو اسم إعلامي لمن يسمون أنفسهم بتنظيم القاعدة في بلاد الحرمين، ووصفهم بأنهم مجموعة من صغار السن، خرجوا على ولاة الأمر، وقتلوا وفجروا تحت ذريعة تطهير البلاد من المحتلين.

وقال "يقوم انحراف الفئة الضالة على الغلو في باب التكفير، فهم يكفرون بمكفرات شرعية ولا يكفرون بالكبائر، إلا أنهم وقعوا في عدم قدرتهم على معرفة المكفِّر الشرعي على وجهه، فغلو في ذلك غلوا بَينِّا، حتى إن بعضهم يعتبر الحكم في المباراة الرياضية حكما بغير ما أنزل الله، ويكفر من يقوم به، ومن يرضى به".