بدأت مساء أول من أمس فعاليات مهرجان هولندا الثقافي في نسخته الـ49، الذي يعد ساحة مفتوحة للتعددية الثقافية في المجالات الفنية، والأدبية، والمسرحية، والأوبرا، وتستضيف هذه الفعاليات في المقام الأول دار الأوبرا الكبرى بأمستردام، بجانب كبريات دور العرض المسرحي والفني بالعاصمة.

مدير المهرجان بيير أودي، صرح بأنه اختار شعار "الصراع بين النظام والفوضى" لمهرجان هذا العام، وذلك تأثراً بما حدث في العالم العربي والشرق الأوسط من صراعات وثورات شعبية، وما شمل ذلك من فوضى وصراع مع السلطة، حيث أثبتت الثقافة والفن قدرتهما في الانتصار على الفوضى، وعلى السلطة أيضا حتى في هذه الفترات العصيبة للشعوب، وخرجت الفنون لتتحدى المعضلات، وليخرج وجه الفن والثقافة غير عابئ بالمخاطر.

ويتم خلال المهرجان تقديم عروض الأوبرا الهولندية، والأخرى التي تمثل ثقافات الأقليات التي تعيش في هولندا، بجانب مشاركات دولية أوروبية ومن دول أفريقية وآسيوية، تتنافس فيها موسيقى الأوركسترا، والعروض الموسيقية والمسرحية، إضافة إلى كثير من المعارض للصور والرسومات.

ويشارك في مهرجان هذا العام 51 شركة من شركات الإنتاج في المجالات الثقافية والفنية السابقة، و150 من كبار المثقفين والأدباء والفنانين من هولندا ودول أخرى.

وقد افتتحت الملكة بيتريكس المهرجان هذا العام، بعد أن تغيبت عنه عدة أعوام، وكانت البداية بعرض مسرحي للمخرج الألماني كريستوف سخيلخنيوف، وهو آخر ما قدمه عام 2008 قبل وفاته بسرطان الرئة، وتضمن العرض رسالة خاصة من المخرج ومحصلة تجربته حول الحياة، والموت، والخوف، والألم، والغضب.

كما يشهد المهرجان أعمالا للفنان جوزيف بويس، وأخرى حول فلسفة فريدريش نيتشة، وموسيقى لريتشار فاغنر، ومعارض فنية لبرغتياتر من فيينا، ويستمر المهرجان حتى الـ26 من يونيو الجاري.