أكد وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة المهندس محمد بن عبدالله الشيحة في تصريح خاص إلى "الوطن" أمس أن إنتاج الخضار في المملكة خال تماماً من إصابته ببكتيريا "إي كولاي" التي تم اكتشافها مؤخرا في أوروبا.

قائلاً "أحب أن أطمئن الجميع بأن المملكة ولله الحمد بمنأى عن إصابتها بهذه البكتيريا حيث إن المملكة لا تستورد أبدا أي منتج من الخضار قد يكون حاملاً لهذه البكتيريا أو غيرها من الأوبئة لأن إجراء وزارة الزراعة يحظر استيراد أي منتج إلا بعد التأكد من سلامته ولدى الوزارة ما يكفي من الإجراءات الاحترازية للتصدي لأي وباء".

جاء ذلك خلال زيارته التفقدية لسير العمل في فرع وزارة الزراعة بمنطقة تبوك وتفقد المبنى الجديد لإدارة الشؤون الزراعية بالمنطقة بالإضافة إلى الاطلاع على سير العمل في برنامج وزارة الزراعة المكثف الذي يهدف إلى القضاء على سوسة النخيل الحمراء وآفه "حافرة الطماطم" التي تتمتع بقدرة تدميرية عالية لمحصول الطماطم بصفة خاصة وبعض المحاصيل الأخرى كالبطاطس والباذنجان.

وأوضح المهندس الشيحة أن الوزارة أطلقت منذ ما يقارب الأربعة أشهر حملة وطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء تستهدف من خلالها القضاء على هذه الحشرة الخطيرة وعدم توسع دائرة الإصابة بها بالإضافة إلى السيطرة عليها في فترة مقبلة حددت بالسنتين كحد أقصى وذلك من خلال الاستكشاف المبكر للإصابة.

يذكر أن "حافرة الطماطم" أو ما تعرف بـ "توتا ابسلوتا" التي تم اكتشافها في منطقة تبوك صيف العام المنصرم تعتبر من أشد الآفات فتكاً على المحصول الزراعي إذا ما روعي فيه الحرص والوقاية الكاملة والتعاون مع الجهات ذات الاختصاص لأنها وعلى الرغم من خطورتها قد ثبت علميا لدى وزارة الزراعة سهولة الوقاية منها من خلال الوقاية المتكاملة التي تكمن في إطلاق الأعداء الحية من الكائنات ووضع المصائد الضوئية المائية والمصائد الفرمونية والمبيدات الحيوية.

وأهاب المهندس الشيحة في ختام حديثه بأهمية تعاون المزارعين في الإبلاغ عن أي إصابة تحدث في مزارعهم واتخاذ الوقاية اللازمة والاحترازية داعياً الجميع لمواصلة الجهود وتنفيذ كل ما من شأنه حماية المحاصيل الزراعية.


"إي كولاي" تلقي بظلالها على نجران


تسببت التداعيات التي تشير إلى أن المنتجات الزراعية المستوردة والملوثة بمياه الصرف الصحي قد تؤدي إلى تفشي بكتيريا "إي كولاي" في تأثر حركة البيع والشراء للمنتجات الزراعية المحلية بنجران وذلك بعد تخوف المستهلكين من تلوثها ونقلها للبكتيريا التي أودت بحياة 18 شخصا في أوروبا.

وفي جولة لـ "الوطن" على أسواق ومحلات الخضار بنجران رصدت عزوف غالبية المستهلكين عن شراء الخضراوات الطازجة ولجوء البعض منهم للخضراوات المعلبة حيث أرجع المواطن محمد اليامي هذا الأمر إلى تخوفه من تلوث الخضراوات الطازجة بالبكتيريا بعد أن تناقلت وسائل الإعلام ذلك الموضوع، وأشار اليامي إلى أن البعض لجأ للخضراوات المعلبة المعقمة بالمواد الحافظة.

وقال المزارع سعيد أحمد إنهم واجهوا أمس عزوف المستثمرين والمستهلكين عن شراء منتجاتهم الزراعية وخصوصا الخضراوات بعد تداعيات تسببها في نقل بكتيريا "إي كولاي" مشيراً إلى أنهم عادوا ببعض الكمية التي لم يتم بيعها وبعضها الآخر عرضوه بأسعار زهيدة لم تصل إلى تكلفة رأس المال.

وفي جنيف، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أنها تلقت بلاغات مِن 12 دولة تؤكِّد اكتشافها حالات إصابة ببكتيريا "إي كولاي" طالت 2000 شخص. لكن المنظمة قالت إن كل الإصابات ليست تحمل الجذور الجذعية نفسها للفيروس الذي تم إكتشافه في شمال ألمانيا وسبب حتى الآن وفاة 18 شخصا من بينهم 17 في ألمانيا.

ومن المقرر أن تصدر المنظمة بياناً مفصلاً عن حالات الإصابة بالفيروس يوم الثلاثاء المقبل.

مِن جانبها أعلنت وزارة الصحة السويسرية أمس أنَّ ثلاثة سويسريين أصيبوا بفيروس "إي كولاي" قائلة إنَّ الثلاثة كانوا قد أقاموا في ألمانيا قبل بدء المرض.

وقالت السلطات الصحية إنه مُنذُ بداية عام 2011 فإن 28 حالة مِن "إي كولاي" قد تم تشخيصها في المختبرات كان مِن بينها 15 منذ بداية مايو، لكن ثلاثة منها فقط تحمل الجذور الجذعية للفيروس.

وقالت إن الحالة الصحية للثلاثة مُستقرة. ولم تستبعد أن يتم تشخيص حالات أخرى مِن نفس عائلة الفيروس المُكتشف في ألمانيا.