لا أعلم يا أخي، كنت مترددا عن البوح بما يضج بصدري، لكني لمحت فيك أشياء متشددة نشترك بها.. ما أود قوله هو أني وبعد قراءتي المستفيضة للاختلافات الدينية، والفروقات الفكرية، اكتشفت - وعليك أن توافقني بلا نقاش - أن الإسلام في العالم لم يعد يشبه الذي نفهمه - أعني أنا وأنت جزانا الله خيراً - حتى بعالمنا العربي لم يعد المسلمون كذلك، أشعر بأنهم ليسوا جيدين كفاية، مغشوشين بشكل أو بآخر، بل إني أحياناً أحسّ أن الدين بالخليج أصبح أكثر ليونة وأشد انحرافاً عن مفهومنا الخاص بنا.

قبل أيام توصلت لشيء ما، وهو أن في مجتمعنا الكثير من التجاوزات التي تلقي بأصحابها بعيداً عن "دويرة" الإسلام، وكما تعلم فأنا وأنت مسؤولون عن إخراج الناس وإدخالهم بتلك "الدويرة" بما وهبنا الله من علم ومقدرة على تصنيف الناس وفرزهم حسب ما نعتقده وحدنا. يا أخي أشك أن الناس هنا في ضلال.. ما تفاجأت به هو أني حين تقصيت عن عائلتي وجدت فيهم من لي عليه ملاحظات سجلتها بورقة، سأريك إياها لاحقاً.. المهم ما أود أن أنهي به حديثي هو أني على يقين بأننا - أنا وأنت - نسير على الطريق القويم، والصراط المستقيم.. هذه خلاصة ما وصلت إليه بعد هذا الجهد الاستكشافي لنوايا البشر.. نحن على قدر عال من الصفاوة.. فرك صاحبه أصابعه.. عدّل جلسته وهو يقول: ما قلته هو عين الحق، بل إنه موغل بالحقيقة، فسبحان من ألهمك معرفة طبائع البشر وتبايناتهم، فنحن جودتنا عالية، ونوايانا خالصة، لكني وقبل أن ألتقيك كنت أقول لنفسي إنني ومنذ مدة وأنا أرقب تصرفات فيك تركلك بعيداً عن "الدويرة" إياها، مما يجعلك مثلهم مع الأسف، ويحيلني تلقائياً لأكون الفرد الأنقى والأتقى و.. لأبقى الرجل الوحيد الذي يتقاطر كمالاً، لماذا تنظر إلي مندهشاً. ألا توافقني..؟