يتذمر الكثيرون من بعض القنوات التلفزيونية التي تعرض برامج مسيئة للآداب العامة.. وتختلف ردة فعل الناس ـ تسمع وتلحظ هذا بوضوح تام.. هناك من يكتب مناصحاً هذه القنوات باحترام آداب المجتمع وعاداته وتقاليده.. هناك من يذكّر ملاّك هذه الفضائيات بالحلال والحرام.. هناك من يترك القناة ويبدأ في مهاجمة العمل المعروض والقائمين عليه وأبطاله.. هناك من يكتب في الصحف منددا برداءة المعروض.. هناك من يخطب في الناس محذرا مما يخدش حياء المجتمع.. ردود فعل كثيرة مختلفة وكاسحة.. يحدث كل هذا بينما تلك القنوات ماضية في طريقها، ولا تلتفت لأحد مهما كان، وكأنها تتمثل بيت المتنبي الشهير:" أنام ملء جفوني"! كنت واحدا من هؤلاء المستائين والمتذمرين.. لكنني أدركت أن الاستياء وحده لن يعود بنتيجة!

ما الذي أريد الوصول إليه اليوم؟!

إن لم تمتثل هذه الفضائيات للآداب والفضائل العامة، وتحترم أخلاق الناس، فليس أقل من مقاطعة الرعاة الرسميين لبرامجها ومسلسلاتها.. راقبوا المعلنين والداعمين الرئيسيين لهذه البرامج.. أغلبهم شركات وتجار سعوديون.. قاطعوهم.. قاطعوا بضائعهم.. حتى يتوقفوا عن دعم هذه البرامج السيئة.. حينما يتوقف الدعم حتماً سيتوقف عرضها.. المقاطعة الشعبية سلاح فتّاك للغاية.. حينما تقاطع المعلن الذي يرعى ويدعم هذه البرامج والمسلسلات الخليعة فأنت تمارس دورك الرقابي على ما يعرض عليك ليل مساء.

عودوا للوراء: قاطع بعض الناس مسلسلات شهيرة، لكنها لم تتوقف.. ماذا لو قاطع الناس المعلنين في تلك المسلسلات.. والله كانت ستتوقف منذ سنوات طويلة.. صدقوني التاجر يخشى على بضاعته من الكساد!