يبدو أن معدل الإنجاز في مشروع محطة رأس الزور لتحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية، ليس على قدر ضخامة العقود الموقعة لأجله والتي تجاوزت قيمتها 25 مليار ريال، فقد كشفت زيارة محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهيد الشريف لموقع المشروع أول من أمس عدم رضاه عن معدلات الإنجاز في أعمال التنفيذ حتى الآن، مما دفعه للقول أمام مجموعة من المقاولين: إن معدلات الإنجاز في المشروع لا ترقى إلى تطلعات "التحلية"، في حين حفزه ذلك التباطؤ على شحذ همم المشرفين على التنفيذ، إذ حثهم على النهوض بشكل سريع بالمشروع وإنجازه في الوقت المحدد وتجاوز المعوقات التي تواجههم، مؤكداً لهم في الوقت ذاته أن عمليات التواصل والاتصال الفعّال بين المقاولين والمؤسسة هي حجر الأساس في التغلب على المعوقات والتحديات كافة، إضافة إلى فهم متطلبات المشروع والضوابط والمعايير الفنية الدقيقة والعالية التي تضعها المؤسسة لمثل هذه المشاريع العملاقة، سيما أن المشروع هو الأكبر والأضخم على مستوى العالم.
ألمح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهيد بن فهد الشريف إلى عدم رضاه عن النسب المنجزة في سير أعمال تنفيذ مشروع محطة رأس الزور لتحلية المياه المالحة والطاقة الكهربائية، المرحلة الأولى، لافتاً أن ذلك لا يرقى إلى تطلعات التحلية.
وبحث الشريف خلال اجتماعه أول من أمس في موقع رأس الزور مع المقاولين المنفذين للمشروع، السبل في خلق عدد من الأساليب والطرق في التنفيذ وتعميق عمليات الاتصال والتعاون بين المقاولين للنهوض بشكل سريع بالمشروع وتنفيذه في الوقت المحدد وتجاوز المعوقات التي تواجههم مؤكداً أن عمليات التواصل والاتصال الفعّال بين المقاولين والمؤسسة هي حجر الأساس في التغلب على كافة المعوقات والتحديات إضافة إلى فهم متطلبات المشروع والضوابط والمعايير الفنية الدقيقة والعالية التي تضعها المؤسسة لمثل هذه المشاريع العملاقة سيما أن المشروع هو الأكبر والأضخم على مستوى العالم.
وكان وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين وقع في نوفمبر الماضي عقدي إنشاء محطة رأس الزور لتحلية المياه المالحة وتوليد الطاقة الكهربائية بتكاليف إجمالية تجاوزت 15.6 مليار ريال لإنتاج 1.02 مليار متر مكعب من المياه المحلاة يوميا إضافة لنحو 2400 ميجاواط كهرباء.
وتمت ترسية العقد الأول على تضامن شركـة دوسان للصناعات الثقيلة والإنشاءات المحدودة وشركـة أركيردون السعودية المحدودة بقيمة إجمالية 6.61 مليارات ريال ومدة تنفيذه 1278 يوماً ويتكون المشروع من جزءين الأول عبارة عن محطة تبخير وميضي متعدد المراحل (MSF) مكون من 8 وحدات تحلية طاقتها الإجمالية 717.5 ألف متر مكعب يومياً والجزء الآخر يتكون من محطة تناضح عكسي (RO) طاقتها الإجمالية 307.5 آلاف متر مكعب يومياً. ويشمل المشروع إنشاء مأخذ لمياه البحر وقناة التصريف وأنظمة نقل البخار والبخار المكثف وأنابيب المياه المحلاة داخل المحطة ومحطة معالجة المياه المنتجة ومحطة معالجة الصرف الناتج من المحطة وأنظمة مكافحة الحريق وأجهزة التحكم والأنظمة الكهربائية والميكانيكية والأعمال المدنية والتكييف.
ويتضمن العقد الثاني إنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة تصديرية تبلغ 2400 ميجاواط سيخصص منها 1350 ميجاواط لشركة معادن و1050 ميجاواط للشركـة السعودية للكهرباء وتمت ترسية المشروع على تضامن شركـة العراب المحدودة بالتضامن مع شركة سبكو-3 إلكتريك باور كونستركشن كوربوشن بقيمة إجمالية 9.07 مليارات ريال ومدة تنفيذ 1278 يوما. ويتكون المشروع من محطة توليد مزدوجة تشمل توربينات بخارية وغازية ووحدات معالجة وخزانات وقود وأنظمة مكافحة الحريق وأجهزة التحكم والأنظمة الكهربائية والميكانيكية والأعمال المدنية والتكييف.
كما وقع الحصين أربعة عقود لتصنيع وتوريد وتنفيذ أنظمة نقل مياه رأس الزور - الرياض بتكاليف إجمالية بلغت 9 مليارات ريال، التي ستخدم سكان مدينة الرياض وعدد من محافظات سدير والمجمعة وشقراء والغاط وثادق والزلفي.
وشملت العقود تصنيع وتوريد وتنفيذ 900 كيلو متر من الأنابيب مع إنشاء محطات الضخ والمحطات الطرفية والخزانات والمرافق التابعة لهذا المشروع وقد تم توزيع عقود التنفيذ لثلاث مجموعات كما تم توزيع عقود تصنيع الأنابيب وتوريدها لمجموعتين ومدة تنفيذ المشروع كاملاً 36 شهراً وسينقل بعد اكتماله 900 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً التي ستنتجها محطة رأس الزور لتحلية المياه المالحة وتوليد الطاقة الكهربائية التي سيتم إنشاؤها بطاقة إجمالية مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً إضافة إلى ألف ميجاواط كهرباء، إلى مدينة الرياض والمحافظات الأخرى.
ويتكون مشروع نظام نقل المياه المحلاة من خط أنابيب مزدوج يتراوح قطره من 72 بوصة إلى 48 بوصة بأطوال تتجاوز 900 كيلو متر وثلاث محطات ضخ وأنظمة المساندة اللازمة لنقل المياه المحلاة.
