تظاهر معارضون وموالون للرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء اليوم (الجمعة 2011-06-10) بعد أسبوع من إصابته بجروح أبعدته حاليا عن السلطة التي يمارسها منذ حوالي 33 عاما.

وتظاهر عشرات الآلاف من المعارضين مطالبين بنظام "جديد" بعيدا عن صالح الذي ما يزال يخضع للعلاج في السعودية منذ السبت الماضي، كما تظاهر أنصار الرئيس اليمني تعبيرا عن "الوفاء" والدعم له.

وفي شارع الستين في صنعاء، سار عشرات الآلاف بقيادة "شباب الثورة" مرددين هتافات بينها "الشعب يريد نظاما جديدا" و"الشعب يريد مجلسا رئاسيا انتقاليا".

وأدى زعيم تكتل قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر صلاة الجنازة أمام نعوش 41  من أنصاره المسلحين الذين لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع قوات الأمن حول مقره السكني الجمعة الماضي في حي الحصبة شمال صنعاء.

ولم يلق الشيخ الأحمر الذي فرض مرافقوه حوله طوقا أمنيا لمنع الاقتراب منه كلمة أمام المتظاهرين.

وعلى بعد كيلومترات عدة، تجمع أنصار الرئيس اليمني في ميدان السبعين رافعين صوره ولافتات تؤكد الوفاء لشخصه.

ونقلت الصحف الصادرة اليوم عن نائب وزير الإعلام عبدو جنادي قوله "لا يمكن الحديث عن انتقال للسلطة قبل عودة الرئيس" وذلك ردا على مطالب المعارضة.

في غضون ذلك، أكد مكتب ستراتفور للشؤون الاستخباراتية أن الانفجار الذي استهدف صالح في مسجد القصر الرئاسي كان محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل نظامه.

وتابع أن الانفجار سببه قنبلة وضعت في مسجد القصر الرئاسي وليس قصفا بقذيفة هاون أو صاروخ.

وبنى الخبراء الأميركيون استنتاجهم هذا بناء على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج ووصلتهم الثلاثاء.

وقال سكوت ستيوارت نائب رئيس مكتب ستراتفور المكلف شؤون الاستخبارات التكتيكية "بعدما نظرنا إلى هذه الصور عن كثب تمكنا من تحديد أن الانفجار ناجم بالفعل عن عبوة ناسفة وليس عن ذخيرة عسكرية".

وتظهر الصور بشكل خاص أن حجارة المسجد دفعها عصف الانفجار إلى الخارج أكثر منها إلى الداخل وكذلك الأمر بالنسبة إلى إطارات النوافذ.

وتمكن المكتب أيضا من تحديد فجوة صغيرة يحتمل أن تكون مكان العبوة الناسفة, واستنتج خبراء المكتب أن القنبلة زرعها أشخاص يلمون بتحركات الرئيس.

وبحسب الخبراء فان طبيعة الحطام تدعو إلى الاعتقاد بأن الشحنة الناسفة كانت من الطراز العسكري، مرجحين أن تكون من نوع "تي إن تي" او "سيمتكس".

وخلص ستيورات إلى القول إن هذه المعطيات جميعا "تشير إلى أنه كان على الأرجح عملا من الداخل".

على الصعيد الأمني، أعلنت مصادر أمنية مقتل 3 من أفراد عائلة أحد عناصر القاعدة خلال قصف جوي استهدف مقاتلين من التنظيم الجمعة في محافظة ابين الجنوبية.

وقال مسؤول محلي رافضا الكشف عن اسمه إن "والد ووالدة وشقيقة عنصر القاعدة نادر الشدادي قتلوا في القصف" الجوي.

وأضاف أن الحادث وقع قرب جعار إحدى بلدات محافظة أبين حيث تتمتع القاعدة بوجود قوي.

وسيطر مسلحو القاعدة في 29 مايو الماضي على زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين وما يزالون يصدون هجمات الجيش.

وأوقعت المواجهات عشرات القتلى من الطرفين.

وفي واشنطن، أعلن ليون بانيتا أمام مجلس الشيوخ الأميركي الذي يدرس تثبيته وزيرا للدفاع بالرغم من عدم الاستقرار في اليمن فإن العمليات ضد القاعدة متواصلة.

وقال المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية "حتى وإن كان الوضع مخيفا وغامضا فإننا نواصل فعلا عملياتنا" ضد تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب.

وأضاف أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ "نواصل العمل مع أعضاء من حكومتهم للتصدي لتنظيم لقاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب وهم يواصلون التعاون معنا".

من جهتها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أميركيين فضلوا عدم الإفصاح عن هوياتهم أن وتيرة الغارات الجوية في اليمن التي تشنها بشكل أساسي طائرات أميركية بدون طيار، تصاعدت خلال الأسابيع الماضية.

وقد توقفت الغارات لمدة عام بسبب سوء نوعية المعلومات الاستخبارية الضرورية لتحديد أهداف معينة.

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مايكل مولن أكد في القاهرة الأربعاء أن الفوضى في اليمن تجعل تنظيم القاعدة "أكثر خطورة".

إلى ذلك، قالت مصادر أمنية يمنية أن 5 أشخاص بينهم 3 جنود قتلوا الجمعة خلال هجوم نسبته السلطات المحلية إلى مسلحين جنوبيين في إحدى المحافظات الجنوبية.

وقالت المصادر أن "3 جنود واثنين من المسلحين قتلوا خلال هجوم تلاه اشتباك قرب الحبيلين الواقعة في محافظة لحج الجنوبية".