أقر وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، بوجود بعض "ضعاف النفوس" الذين يستخدمون مياه الصرف الصحي في إنتاج محاصيل زراعية، مؤكداً أنها حالات فردية لا تمثل ظاهرة.

وحذر بالغنيم أصحاب المزارع المتورطة في ري المحاصيل بالصرف الصحي من إزالتها، مشيراً إلى أن وزارته تتابع وضع مياه الري، خصوصاً في المناطق المشبوهة، وأعلن أن وزارته تسعى لفتح قنوات جديدة لاستيراد اللحوم لخفض التكلفة على المستهلك.

وأوضح بالغنيم خلال مؤتمر صحفي أمس، بعد توقيعه اتفاقية تعاون مع مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، لإنشاء مركز أبحاث وتطوير الزراعة المستدامة "استدامة" في وادي الرياض للتقنية بالجامعة، وجود عمالة أجنبية سائبة، يتيح لها بعض المواطنين المجال بحرية للعمل في مزارعهم، وينتج عنها أحياناً استخدام مياه المجاري والصرف الصحي في عملية الري.

وشدد، على أن المزارع التي يثبت استخدامها لمياه الصرف ستتولى لجنة المراقبة المكونة من الوزارة وجهات حكومية إزالتها بالكامل، واتخاذ إجراءات فورية بحقها، وقال"أؤكد بكل وضوح أنها لا تمثل ظاهرة في المملكة، لكنها تمثل ممارسات فردية قليلة".

وأضاف "لو أخذنا مدينة الرياض، فإن مجرى الصرف الصحي الموجود في "الحاير" يمثل مصدر خطر، وهناك لجنة تراقب المجرى بتوجيه من أمير منطقة الرياض، بحيث تتأكد من عدم وجود أي استخدامات له، وتقوم الوزارة ممثلة بالإدارة العامة لشؤون الري، بأخذ عينات من الآبار المحيطة به، وإذا ثبت أن هناك تلوثا في الآبار التي تستخدم في الزراعة، فإن الوزارة، ستتخذ إجراءاتها لحماية المستهلك". وحول تساؤل طرحته "الوطن" حول الانتقادات الموجهة لتصريحه الأخير بشأن استعداده لتغيير نمط أكله من سلعة غذائية لأخرى حال ارتفاع أسعارها والمطالبة بحلول للمشكلة، قال بالغنيم "لم يسبق لي أن استخدمت الصحافة كمرجع للمعلومة، ومرجع المعلومة هي جهة الشأن، وإذا كانت هناك معلومات مرغوبة، فيمكن الاتصال بوزارة الزراعة، وأنا أدعوك للاتصال بالوزارة ولا تستخدم المعلومات التي تنشر في الصحافة، لأن فيها معلومات مغلوطة – بحسن نية – وليست بسوء نية، والسبب يعود لعدم استيعاب المحرر للموضوع بسبب العجلة، فيفوته الاستماع، وإذا فاته الاستماع خسر المعرفة"، مضيفاً أن موضوع التصريح "غير مهم، ولا يمثل إلا إثارة" وقال "لنترك المجال للصحافة أن تستمتع".

وأشار بالغنيم إلى ارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء، في كل أسواق العالم بسبب ارتفاع أسعار المدخلات الرئيسية للأعلاف، وهي الذرة الصفراء والصويا، والأعلاف الخضراء، وقال "ونحن في الوزارة نحاول أن نفتح قنوات جديدة لاستيراد الأغنام من الخارج، فإذا زاد العرض ينتج عنه خفض في التكلفة على المستهلك".

وأعلن بالغنيم، عن التوجه لاستخدام البيوت المحمية لخفض استهلاك المياه في الإنتاج الزراعي، واستخدام المكافحة الحيوية بديلاً عن المكافحة الكيميائية، مشيراً إلى أن الوزارة لديها خطوط رئيسية في الإستراتيجية المستقبلية، أهمها المحافظة على موارد المياه، ومبدأ الزراعة المستدامة.

ولفت إلى أن الوزارة تلقت تبرعا من قبل شركة تايوانية للأسمدة، بمبلغ 50 مليون دولار، لاستخدامه على بحوث الزراعة المستدامة في المملكة، ووضعت آلية التنفيذ بمشاركة وزارة البترول والثروة المعدنية، وسابك، وقال "وجدنا أن أفضل شريك محتمل هو جامعة الملك سعود، لأسباب واضحة كونها بيت الخبرة في المملكة، واتفقنا على احتضان الجامعة لمركز الأبحاث".

من جانبه أوضح مدير جامعة الملك سعود، أن وادي الرياض للتقنية، يمثل مشروعاً استراتيجياً وطنياً، يهدف لتحويل المملكة من دولة مستهلكة للمعرفة إلى دولة منتجة ومصدرة للمعرفة، ولفت إلى أن حجم الاستثمارات في الوادي بلغ أكثر من 5 مليارات ريال، دون احتساب قيمة الأرض، مشيراً إلى أن الجامعة طلبت من الدولة قطعة أرض بمساحة 4 ملايين متر مربع، مؤكداً إنجاز أكثر من 70% من المشروع.