كشف تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر أمس تعرض أكثر من 29 مليون مسن في أوروبا للتعذيب وسوء المعاملة، لدرجة تصل إلى مقتل 2500 شخص على أيدي ذويهم. وتسبب التقرير الذي فضح المجتمعات الأوروبية المتشدقة بحقوق الإنسان فى إثارة الخوف داخل المجتمع الأوروبي، خاصة أن الشيخوخة فى أوروبا تتزايد معدلاتها بصورة كبيرة، وتصل فى بعض الدول من 15 : 20 % من تعداد السكان، وستصل إلى 50% عام 2035.

وقد بادرت هولندا على الفور بإعلان هيئة تفتيش الصحة لخط ساخن ونقطة بلاغات، لتلقي شكاوى المسنين حول أية معامله سيئة يتعرضون لها، للتدخل الفوري وكفالة الحماية القانونية لهم ومعاقبة مرتكبي الإساءة وأعمال العنف ضدهم.

وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت فى تقريرها أمس أن 29 مليون شخص من المسنين هم ضحايا التعذيب وسوء المعامله فى 53 دولة أوروبية سنويا، ويتعرض 4 ملايين من هؤلاء إلى الضرب بالركل، والطعن بالآلات الحادة، أو الحرق. ومليون منهم يتعرضون للاغتصاب أو إساءة المعاملة جنسيا، و6 ملايين يتعرضون إلى السرقة والاحتيال، والمتخلفون عقليا أو المجانين والمعاقون من المسنين أكثر الفئات عرضة للضرب والتعذيب، ويزداد ذلك فى المجتمعات الأكثر فقرا، وبقية العدد يتعرضون للسب والاعتداء اللفظي.

وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية سوزانا جاكاب إن هذه الأرقام الأوروبية مروعه للغاية وستدمر حياة المسنين وتؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، لأنهم يتعرضون للإيلام وهم فى مرحلة ضعف جسدي ونفسي، مشيرة إلى أنه غالبا ما يتم تجاهل المشكلات التى يعاني منها هذا القطاع من المسنين. وطالبت الحكومات الأوروبية بضرورة التحرك الجاد وجمع البيانات وتقديم المساعدة للمسنين، وتشديد العقوبات على من يرتكب مثل هذه الجرائم.