صيف هذا العام يبدو مختلفا لدى العديد من العائلات، لا سيما التي اعتادت أن تقضي فترة الإجازة الصيفية في بعض البلدان العربية، فالأجواء المحمومة بحرارة الشعوب الثائرة اختلطت بحرارة الصيف، ولأن "مصائب قوم عند قوم فوائد" أضحت البلاد الآسيوية وغيرها من البلدان الأوربية متنفسا لا مفر منه لدى العائلات التي فضلت تغيير وجهة إجازتها الصيفية إلى تلك البلدان، بينما انحاز البعض للسياحة الداخلية، مفضلا قضاء الصيف في المملكة.


بعيدا عن المنغصات

المواطنة نوف الحبلاني (ربة أسرة) التي اعتادت على قضاء الإجازة الصيفية في بلودان والزبداني إحدى محافظات سوريا، تقول "لايمكن لنا أن ننسى الإجازة الصيفية السابقة التي قضيناها في محافظتي الزبداني وبلودان بحكم أنها مرتفعة وجوها رائع، لاسيما الأسواق التي تعج بالسياح من بعد غروب الشمش إلى ساعات متأخرة من الليل".

وتتابع "للأسف الأحداث التي تمر بها سورية جعلتنا نغير وجهة السفر إلى بعض البلاد الآسيوية، فعلى الرغم من بعد المكان، إلا أن المنغصات السياسية أجبرتنا على ذلك".


أيام شرم الشيخ

المواطن علي فرحان (معلم) يقول "فضلت البقاء في المملكة على الذهاب إلى أي مكان، على الرغم من الضغوطات التي أواجهها من الأسرة ، فإلحاح الصغار على السفر خارجا أخذت تنهال عليّ من الآن".

ويضيف اعتدت أن أصطحب عائلتي كل عام إلى أم الدنيا مصر، لنقضي الإجازة الصيفية في شرم الشيخ، حيث المناظر الخلابة التي لاتوصف، بالإضافة إلى المتنزهات الأكثر من راقية، ذكريات شرم الشيخ مازالت عالقة في أذهان الأطفال، ولكن التوترات الأخيرة جعلت أخاك مجبرا لابطلا ، مضطرا لرفض كل العروض والمغريات".

وينصح المواطن فواز العبدلي (موظف في شركة الكهرباء) الأسر بعدم المغامرة بالذهاب إلى بعض البلاد التي تشهد اضطرابات، ويضيف "بالنسبة لي اغتنمت الفرصة للذهاب إلى بلاد المغرب برفقة زملائي في رحلة شبابية بعيدا عن الالتزامات العائلية، أما الأهل ففضلوا البقاء بالمملكة، فحرارة الصيف يلطفها في المقابل الشعور بالأمن والأمان" .

أميرة الصقري (طالبة دراسات عليا في الجامعة الأردنية) تقول "اقترحت هذا العام على العائلة السفر لإحدى البلاد الأوروبية، فرحب الجميع بفكرتي، بعضهم أرجع السبب إلي التعرف على مجتمعات مختلفة في العادات والتقاليد، ومنهم من أرجع السبب إلى عدم المخاطرة بالسفر إلى بعض الدول التي تشهد اضطرابات أمنية".


تغير جذري

أما شيخه الهاجري معلمة فتقول "من الواضح أن اتجاهات السياحة هذا الصيف سوف تتغير جذريا، فقد اعتدنا على قضاء الإجازة الصيفية في بعض البلاد العربية، والتي نفضل السفر إليها كل عام، ولكن التوترات السياسية جعلتنا نفكر الآن في الجانب الأمني، والذي قد يؤثر على الاستقرار والتجوال السياحي" وتتابع: قائلة "الآن أصبحت بعض البلاد تجعلنا نتجه إليها إجباريا، فليس ثمة خيار آخر أمامنا، وقد اقترحت على العائلة السفر إلى تركيا لتمتعها بمميزات عديدة".


التريث في اتخاذ القرار

أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي كان لها رأي حول هذا الموضوع حيث تقول "على العائلات التي اعتادت السفر إلى خارج الوطن أن تتريث في اتخاذ القرارات، وعدم المخاطرة بالذهاب إلى بعض البلاد التي تشهد احتجاجات قد تفرز نتائج سلبية على الأسرة".

وترى أن عادة السفر في إجازة الصيف أصبحنا نلاحظها وبشكل كبير لدى بعض الأسر سواء الميسورة ماديا ومحدودة الدخل، مما يتسبب في إرهاق ميزانية الأسر مستقبلا، لذلك لابد من التخطيط قبل التنفيذ ، والتبصر في السفر من جميع النواحي سواء المادية أو الأمنية.

وأضافت أن الأحداث العالمية ستدفع البعض إلى تغيير وجهته السياحية، وتدفع البعض الآخر إلى قضاء الصيف في المملكة.

تقول أخصائية الإرشاد النفسي مريم العنزي ":مما لاشك فيه أن المواطن الذي يرغب في السفر خارج وطنه في مقدمة مايفكر به هو الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى التمتع بالأجواء اللطيفة، وغياب الأمن في العديد من البلاد العربية في ظل الظروف الراهنة فرض على العديد من الأسر تغيير وجهة المصيف إلى بلاد أوروبية أو آسيوية". وتتساءل العنزي قائلة "لماذا يلجأ بعض المواطنين والأسر للسفر خارج الوطن للسياحة، وبلادنا ولله الحمد تنعم بالأمن والاستقرار، ولدينا في وطننا الغالي أماكن سياحية خلابة كأبها والطائف وغيرها الكثير".