رغم انشغاله المستمر في متابعة لاعبي المنتخب الأولمبي داخل وخارج الملعب في معسكره الإعدادي الحالي في أبها تحضيراً للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، إلا أنه وبتواضع قطع عدداً من الاتصالات على جواله، ومنح "الوطن" بعضاً من وقته لإجراء حوار موسع معه، ناقش خلاله عدداً من المحاور، كان أبرزها استعدادات المنتخب الأولمبي، وأحوال التدريب والمدرب الوطني وما يحتاجه من الجهات الرياضية الرسمية، وما ينقص اللاعب السعودي للوصول إلى العالمية ومواضيع أخرى تجدونها في ثنايا هذا الحوار مع مدرب المنتخب السعودي الأولمبي لكرة القدم الوطني يوسف عنبر.

بداية، كيف تمضي استعدادات المنتخب للتصفيات الآسيوية؟

بدأنا مبكراً في إعداد المنتخب، وكانت البداية بمعسكر تجمعي في رمضان الماضي بالرياض، حيث استدعينا عدداً من اللاعبين للوقوف على مستوياتهم واختيار العناصر المناسبة وذلك منذ مشاركتهم في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وحينها كان المنتخب تحت إشراف جهاز فني أجنبي، وكنا نتجمع كل شهر تقريباً وخضنا عدداً من المباريات الودية مع منتخبات البحرين وسويسرا وتونس، ولعبنا أيضاً أمام الاتفاق والقادسية، إضافة إلى اللعب مع عدد من المنتخبات الخليجية.

وفي هذه الفترة تحديداً كان تركيزنا منصبا على مستويات اللاعبين ومدى انضباطهم والتزامهم، وبدأنا تدريجيا في تركيز الإعداد للوصول إلى الأفضل من فترة لأخرى، حتى تمكنا من الوصول إلى القائمة المناسبة والمتجانسة التي تمتلك قدرة على تمثيل الوطن أفضل تمثيل.

وفي المعسكر الماضي في الصين والحالي في أبها، والذي انضم إليه جميع لاعبي الأندية المشاركة آسيوياً وقفنا على الاستعدادات النهائية، وعلى عدد من الأمور الصحية واللياقية والفنية، وأجزم أننا محظوظون جداً لأننا نمتلك منتخباً يمتلك كل هذه العناصر المتميزة، ونتمنى أن تكون الرافد للمنتخب الأول قريباً إن شاء الله.

لماذا تم اختيار أبها لمعسكر المنتخب الحالي؟

وقع الاختيار على أبها لملاءمتها الأجواء في شرق آسيا، حيث كان معسكرنا الأخير في الصين مقارباً لذات الأجواء في أبها، ولم نشعر أن هناك تغييراً كبيراً من حيث الأجواء، ونفس الأمر ينطبق عندما نواجه فيتنام على أرضها في مباراة الإياب، فالأجواء ستكون متشابهة مع الأجواء هنا في أبها.

هل تعتقد أن فترة الإعداد كانت كافية؟

بالتأكيد كافية، خاصة أننا كنا مركزين خلال الفترة الماضية على العناصر التي ستلعب في التشكيلة الأساسية لنصل إلى أكبر قدر ممكن من التجانس، واكتملت الصفوف بعد انضمام المجموعة التي كانت مع أندية النصر والشباب والهلال والاتحاد، حيث تابعنا مشوارهم مع فرقهم ووقفنا على مستوياتهم الفنية واللياقية، وكانت فترة 20 يوماً بين الصين وأبها كافية لأن يصبحوا جاهزين.

ماهي الأمور التي تؤرقكم في المنتخب ؟

الحمد لله إلى الآن الأمور تسير على أكمل وجه ووفق ما خطط لها، ولكن لايوجد سوى الخوف من الإصابات التي بدورها تؤرق أي جهاز فني، وإلى الآن ليست لدينا مشاكل مع الإصابات، فجميع اللاعبين جاهزون بدنياً وفنياً والحمد لله.

دعنا ندخل موضوع المدرب الوطني وهمومه، كيف استقبلتم خبر الاستعانة بالمدربين الوطنيين في تدريب المنتخبات السنية السعودية؟

أولاً أود أن أقدم كل الشكر والتقدير للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل باسمي ونيابة عن جميع زملائي المدربين الوطنيين في المملكة على هذا الدعم والاهتمام غير المستغرب منه، ونحن كنا بأمسّ الحاجة لمثل هذا القرار الذي نتمنى أن يظهر كثيراً من الأسماء الوطنية المتميزة القادرة على تحقيق كثير من الإنجازات للوطن كحال بقية المدربين في الدول العربية، حيث نرى في تونس ومصر والجزائر والإمارات كثيراً من المدربين الذين وصلوا مراحل متقدمة نتيجة الاهتمام بالمدرب المحلي، وسنكون محل ثقة المسؤولين، وسنقدم كل ما لدينا لإثبات قدرتنا على تحقيق الإنجازات.

هذا القرار يعد بداية التصحيح بالنسبة للمدرب الوطني، ولكن ماهي الطموحات التي تتطلعون إليها في المستقبل؟

أعتقد أن هذه الخطوة هي البداية وتبشر بالخير، ونأمل أن يتبعها خطوات أخرى، وأقترح أن يكون هناك لجنة فنية خاصة بالمدرب الوطني الهدف منها إيصال كل ما يستجد في عالم التدريب وكرة القدم للمدربين الوطنيين، حيث يتم من خلالها عقد دورات تدريبية وتطويرية، فكرة القدم تشهد نقلات وتطورات مستمرة من قبل الخبراء والمهتمين بالشأن الكروي وهذا يحتاج إلى متابعة دائمة.

هل ترى أن الفرصة أتيحت للمدربين الوطنيين بشكل كبير؟

نعم الفرصة أتيحت لنا الآن، لكن المدرب الوطني يحتاج إلى عدة أمور لينجح بالشكل المأمول منه، ومنها التفرغ بالكامل لهذا العمل، فكثير من المدربين تجدهم يمارسون التدريب وهم مرتبطون بوظائف أخرى، كذلك يحتاج إلى الدعم المادي وهو الأهم، ومتى وجد المدرب الاستقرار المادي فإنه سيبذل كل الجهود وسينجح.

ننتقل إلى المدرب الأجنبي، هل تظن أن المدرب الأجنبي وجد فرصته في ملاعبنا بشكل كبير؟

نعم، المدرب الأجنبي وجد فرصته بدرجة كبيرة، حيث تجد جميع المسابقات السعودية من دوري زين إلى دوري الدرجة الأولى والثانية يقود فرقها مدربون أجانب، ومن النادر أن تجد المدرب الوطني، لكن هناك أسماء تدريبية أجنبية لها حجمها ويستفاد منها في المجال التدريبي، فيما بعض إدارات الأندية تفشل في إحضار المدرب المناسب صاحب المؤهلات الجيدة، لذلك تجد الإقالات بالجملة في الدوري السعودي، وهذا يؤثر سلباً على أداء الكرة السعودية عامة والفرق خاصة، لأن الاستقرار الفني مطلوب ومهم، وأتمنى أن يكون لدينا مدربون أجانب يقدمون للدوري إضافات جديدة ويستفاد منها.

هل ترى أن هناك تسرعا في إلغاء عقود المدربين؟

أصبحت إقالة المدربين لدى الفرق السعودية عادة، ولو كان هناك دراسة كاملة للمدربين قبل التعاقد معهم لما وجدنا مثل هذه الإقالات، حيث لا يكمل بعض المدربين فترة الستة أشهر، كما أن بعض الإدارات تقيل المدربين لامتصاص غضب الجماهير لا أقل ولا أكثر.

برأيك..ماذا ينقص اللاعب السعودي ليخرج للعالمية؟

اللاعب السعودي شهادتي فيه مجروحة، وهناك الكثير من المدربين الأجانب بينوا أنه يمتلك مهارات عالية وموهبة كبيرة ومستوى فنيا عاليا، لكن مشكلة اللاعب السعودي تكمن في إهمال نشأته منذ البداية، إلا أن هناك أكاديميات بدأت تنشأ في مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والذي أسهم في بروز جيل جديد يعد بالمستقبل، وهناك أيضا مشكلة أخرى لدى اللاعب السعودي هي عدم الانضباطية في التدريبات وفي أوقات النوم والتدريب وعدم التقيد بالتغذية الجيدة.

ننتقل للنادي الأهلي الذي شهد فريقه هذا الموسم عدداً من التقلبات في المستوى الفني، ما رأيك في ما يحدث؟

دعنا نكون واقعيين في هذه الجزئية، الأهلي رغم الإخفاقات التي يمر بها إلا أنه يبقى فريقاً كبيراً، ربما لم يوفق في اختيار العناصر التي شاركت في عدد من المباريات أو أخفق المدربون في توظيف اللاعبين في المراكز التي يحتاجونها، وكذلك تأخر حضور المدرب، كل هذه العوامل والظروف لم تساعد الفريق، وأعتقد أن الإدارة بدأت في تصحيح الوضع، وعلى الرغم من ذلك ظهر الفريق أمام الاتحاد هذا الموسم في أكثر من لقاء وكان نداً قوياً بشهادة النقاد، كما وصل إلى دور الأربعة في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وهذا إنجاز رائع ليس بسبب العقوبات التي فرضت على الشباب وسحب نتيجة الذهاب منه، ولكن الفريق كان يؤدي جيداً بشكل عام في هذه البطولة.