لايختلف اثنان على المستوى المميز والعطاء الوفير الذي قدمه محترف الفريق الكروي الأول في نادي الهلال السويدي الدولي كريستيان ويلهامسون، خلال ثلاثة مواسم قضاها مع بطل دوري زين وكأس ولي العهد.

إلا أن ويلهامسون أثار استغراب المتابعين، وبالذات أنصار فريقه الهلال بتعمده ضرب مدافع الاتحاد مشعل السعيد في لقاء الفريقين أول من أمس، في مواجهة ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الذي خسره الهلال صفر/3 على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض.

وكان بإمكان ويلهامسون أن يكون أكثر اللاعبين في الملعب هدوءاً، وهي عادته في كل مباراة، بيد أنه خالف القاعدة هذه المرة، وتعمد ضرب المنافس، وكأنه يشير إلى الحكم بطرده حتى يرتاح من المشاركة في مباراة الإياب في جدة بعد غدٍ الأحد على ملعب الأمير عبدالله الفيصل، خاصة مع الرطوبة العالية التي تعيشها عروس البحر الأحمر هذه الأيام.

ويعد ويلهامسون صاحب الدخل الأعلى في الملاعب السعودية، حيث يتقاضى شهرياً أكثر من مليون ريال، وهو رقم كبير جداً، بل إن هذا المبلغ يزيد عن حاجة فرق الوسط شهرياً لتدفعها رواتب للفريق بكامله بجهازيه الفني والإداري.

وكانت إدارة الهلال تعاقدت مع ويلهامسون صيف 2008 بمبلغ فاق الـ10 ملايين يورو (50 مليون ريال) وبمرتب سنوي يصل لأكثر من مليونين ونصف المليون يورو (13 مليون ريال) في صفقة كانت حديث الصحافة والإعلام العربي في ذلك الوقت. وعلمت "الوطن" من مصادرها أن إدارة نادي الهلال أوقعت عقوبة مغلظة على ويلهامسون، وأضافت حسماً جديداً على مرتبه من المتوقع أن يصل إلى 20 %، لينضم إلى الحسم السابق الذي وصل إلى 50 % كإجراء اتخذ بناء على تأخره في العودة للرياض عقب فراغه من المشاركة مع منتخب بلاده ومرافقته لزوجته التي أنجبت له مولودته البكر قبل أيام. وتشير المصادر إلى أن اللاعب السويدي تلقى توبيخاً شديداً من رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي عاتبه على تصرفه الذي لم يكن متوقعاً.

وبدأت إدارة الهلال التفكير بجدية في الاستغناء عن اللاعب السويدي وتسريحه خاصة مع وجود عروض رسمية من أندية خليجية كبيرة خطبت وده في الآونة الأخيرة، وعلمت "الوطن" أن أحد تلك العروض وصلت قيمته إلى أكثر من 6 ملايين يورو (30 مليون ريال)، وهي فرصة مواتية للهلاليين لبيع عقد اللاعب الذي ينتهي بعد عام من الآن، على أن تبدأ إدارة النادي رحلة البحث عن ثلاثي أجنبي جديد، مقتنعة أن التغيير الجذري في اللاعبين الأجانب - وحتى بعض المحليين - بات مطلباً ملحاً لتغيير صورة الفريق الذي سيدخل الموسم المقبل، وعلى عاتقه مهمة الحفاظ على لقبيه بطلاً للدوري وكأس ولي العهد، إلى جانب الدخول بقوة للمنافسة على دوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة منه.

وسبق لويلهامسون أن دخل في مشادة كلامية حادة مع أحد مسؤولي مطار الملك خالد الدولي بالرياض في الـ22 من يناير 2010 وهو في طريقه لتوديع زوجته في المطار، حيث أصر على إيصالها إلى بوابة الطائرة، وواجه منعاً من أحد أفراد الأمن حسب الأنظمة، وكاد الأمر يتطور إلى التشابك بالأيدي لولا تدخل عدد ممن حضروا الموقف وفضوا الاشتباك؛ مما أوقع إدارة الفريق العاصمي في حرج كبير خاصة بعد أن تقدم الموظف بشكوى رسمية لرد اعتباره، بيد أن إدارة النادي تعاملت مع الموقف بحكمة ومثالية وأصرت على اللاعب للعودة إلى المطار والاعتذار لرجل الأمن عما بدر منه، مع أخذ تعهد عليه بعدم تكرار ذلك مستقبلاً، واحترام أنظمة البلد وعدم تجاوزها مهما كانت الأسباب، مع إيقاع عقوبة الخصم شهرين من مرتبه بحسب لوائح النادي الداخلية.

كما سبق لويلهامسون أن دخل في مشادة كلامية بحسب المصادر الصحافية كادت تتطور للاشتباك قبل موسمين مع قائد الفريق السابق محمد الدعيع، خلال التدريب المغلق الإعدادي لإحدى المباريات، وهي مشادة نفتها إدارة النادي، ورفضت التعليق على الموضوع آنذاك. كما اعتدى ويلهامسون على أحد الزملاء الصحفيين في نوفمبر الماضي عشية مباراة الهلال مع غريمة التقليدي النصر ضمن دوري زين، وكاد الأمر يتطور إلى الاشتباك بالأيدي لولا تدخل عدد من الإعلاميين، وحينها أيضاً ألزمت إدارة النادي اللاعب بالاعتذار للزميل الصحفي الذي هدد برفع شكوى على اللاعب في مركز الشرطة.