فيما صعدت وكالة الطاقة الدولية أمس من الضغط على منظمة أوبك لرفع إنتاجها من النفط، محذرة من خطر ركود اقتصادي قادم مع وصول الأسعار إلى 120 دولارا، أبدت استعدادها للتدخل لضمان إمدادات إضافية من النفط في السوق العالمية.

وقال المدير التنفيذي للوكالة نوبو تاناكا أمس إن الوكالة مستعدة للإفراج عن احتياطياتها الاستراتيجية من النفط الخام لضمان وصول إمدادات كافية للسوق ودعم الاقتصاد العالمي.

وأضاف في مؤتمر صحفي في مدينة سان بطرسبرج "مستعدون للتدخل في أي وقت إذا استدعى الأمر".

وكثفت الوكالة ضغطها على منظمة أوبك أمس قائلة إن على المنظمة أن ترفع الإنتاج بنسبة كبيرة إذ من المنتظر أن يسجل الطلب الموسمي من شركات التكرير طفرة في الربع الثالث.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين بالوكالة إن أسعار النفط عند مستوياتها الحالية القريبة من 120 دولارا للبرميل تشكل خطرا لأن ينزلق العالم إلى الركود مرة أخرى.

وأضاف أن الوكالة -التي مقرها باريس والتي تضم الدول الصناعية المستهلكة للنفط- تراقب ميزان العرض والطلب بشكل يومي لتقدير الحاجة إلى السحب من المخزونات الاستراتيجية.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري إن إمدادات أوبك من الخام في مايو ارتفعت بواقع 201 ألف برميل يوميا إلى 29.18 مليون برميل يوميا لكنها مازالت أقل من مستويات ما قبل الأزمة الليبية بواقع 1.25 مليون برميل يوميا.

وقال تاناكا بعدما أصدرت الوكالة تقريرها عن سوق النفط والغاز في المدى المتوسط إن السؤال المهم هو "ما حجم الزيادة ومدى السرعة" التي تستطيع بها السعودية ضخ مزيد من النفط في السوق.

ويحوز أعضاء وكالة الطاقة الدولية من العالم المتقدم 1.5 مليار برميل من المخزونات النفطية الاستراتيجية يمكنهم استغلالها إذا فشلت السعودية أكبر منتج داخل أوبك في زيادة إمداداتها بالسرعة الكافية لإحداث توازن في الأسواق.

وتابع تاناكا "قلقون بشأن سرعة أوبك في ضخ مزيد من النفط بالسوق... نصدق ما يقولون لكن بأي سرعة وبأي حجم؟"

وأوضح أن سعر النفط الحالي عند 120 دولارا للبرميل يضر النمو الاقتصادي العالمي وأن أي زيادة أخرى في السعر ستزيد احتمال حدوث تراجع اقتصادي.

وأشار إلى أن من شأن مثل هذه النتيجة أن تكون أقل حدة من انهيار الاقتصاد في 2008 و2009 الذي أعقب صعود أسعار النفط إلى نحو 150 دولارا للبرميل.

وقالت الوكالة في تقريرها متوسط الأجل إن ارتفاع الطلب وتقلص الفائض في الطاقة الإنتاجية لأوبك سيضعان ضغوطا على أسواق النفط بين الآن و2012 أكبر مما كان متوقعا في السابق.

ورفعت الوكالة توقعاتها للطلب العالمي على النفط على مدى السنوات الخمس المقبلة بمتوسط 70 ألف برميل يوميا مقارنة مع توقعها السابق في ديسمبر.

وأوضحت الوكالة أنها ترفع توقعاتها للطلب على نفط أوبك في 2011 بواقع 400 ألف برميل يوميا إلى 30.1 مليون برميل يوميا إذ ستكون هناك حاجة للفارق البالغ مليون برميل يوميا بين توقعاتها ومستويات الإنتاج الحالية بين الربعين الثاني والثالث.

وقالت "من المتوقع أن يسجل طلب المصافي العالمية على النفط الخام ارتفاعا شديدا من نقطة متدنية تبلغ 72.6 مليون برميل يوميا في أبريل إلى 76.4 مليون برميل يوميا في يوليو إذ تنهي شركات التكرير الأمريكية والأوروبية عمليات صيانة وتعيد تكوين مخزونات المنتجات النفطية المستهلكة استعدادا لموسم ذروة الطلب في الصيف".

وقفزت أسعار خام برنت فوق 127 دولارا للبرميل في أبريل من هذا العام في أعقاب توقف جل إنتاج النفط الليبي الذي يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا.

ولم تصل الأسعار بعد إلى المستوى القياسي البالغ أكثر من 147 دولارا للبرميل الذي سجلته في 2008 لكن بيرول أشار إلى أن متوسط الأسعار في الفترة المنقضية من العام الحالي مرتفع بالفعل عن المتوسط في 2008 وأن الاقتصاد العالمي أكثر هشاشة.