بغض النظر عن الاسم والشخص، إلا أن الثابت أن قياديا إسلاميا مصريا ملاحقا، عاد إلى القاهرة وأن الأمن المصري اعتقله في المطار. لا شك أن هناك صفقة وراء العودة والاعتقال، إن كان العائد سيف العدل أو شخصية أخرى في تنظيم القاعدة، وهو أمر يؤكد أن النظام المقبل في مصر، بدأ إبرام الاتفاقيات مع الملاحقين الإسلاميين، في إطار ما يعتقد أنه لملمة للبيت المصري، وقصقصة لأجنحة التيارات المتطرفة التي باتت يتيمة بعد رحيل زعيمها أسامة بن لادن، وتشتت عناصرها وتكاثر الطامحين إلى خلافته، بالرغم من إسناد المهمة ومبايعة أيمن الظواهري.

إن المراجعات التي قدمتها الجماعات الإسلامية في مصر، ونبذها العنف، قد ساهمت إلى حد كبير في استعادة البعض من عناصرها لتوازنهم الفكري الواقعي، فأعادوا النظر في الطروحات التي دغدغت عواطفهم في مراحل شبابهم، بتغيير العالم، عبر تغيير واقعهم أولا، وهو الأمر الذي اصطدم بواقع استغلالهم من قبل بعض الأنظمة مرات عديدة، لأهداف لا علاقة لها بمبادئهم ونظرياتهم وطروحاتهم.

يحاول النظام المصري الذي يسيطر عليه الإسلاميون استعادة ما تبقى من أبنائه من جبال تورا بورا وإقليم بلوشستان، وإذا نجح في ذلك فهو أمر إيجابي يسجل له، خاصة أنه قد أفرج في وقت سابق عن عدد كبير ممن اتهموا في قضايا إرهابية وقضايا أمن دولة.