حال مساجد الدرب أصبح يرثى له فلا أئمة، ولا مؤذنون قائمون عليها، أبوابها مفتوحة ومنابرها قد غطاها التراب، أئمتها ومؤذنوها متطوعون من سكان القرى، أو من مخالفي نظام الإقامة أو العمالة الوافدة الذين أصبحوا أئمة في تلك القرى التي تنتظر مساجدها حلولا من إدارة الأوقاف، ولعل اعتراف مدير إدارة الأوقاف والمساجد بمحافظة الدرب، محمد هادي المشيخي يبين كثيرا من حجم معاناة الأهالي في تلك القرى، حيث أكد وجود 9 مساجد دون أئمة ومؤذنين فيما وظائفها شاغرة.

وطالت المعاناة أهالي قرية الهجبة بالشقيق, وأوضحوا أن جامع الحي لم يعين له مؤذن أو إمام وخطيب منذ أكثر من سنتين، مبينين عدم تجاوب إدارة الأوقاف بالدرب على الرغم من أن المسجد يخدم سكان الحي كافة.

وأشار صديق بكماني إلى أن سكان الحي هم من يقوم بالأذان للصلوات في أوقات تختلف عن التوقيت الرسمي للأذان أو الإقامة، حيث تكون باجتهادات شخصية من قبل أبناء القرية والغرباء ومخالفي نظام الإقامة أحيانا، إضافة إلى اعتنائهم بالمسجد وبنظافته تطوعا، لافتا إلى أن الإشكالية تنحصر في عدم إقامة صلاة الجمعة في المسجد لعدم وجود خطيب، حيث لم تكلف إدارة الأوقاف خطيبا بشكل منتظم مما يتسبب في عدم إقامة الجمع بجامع القرية.

من جانبه أكد مدير إدارة الأوقاف والمساجد بمحافظة الدرب، محمد المشيخي أن هذا الأمر تعاني منه المحافظة بشكل عام، حيث إن هناك تسعة جوامع على الأقل ليس لها خطباء، مفيدا بأنه لم يتقدم أحد لشغل وظائفها، داعيا من لديه الأهلية والرغبة إلى الترشح من خلال الفرع لشغل هذه الوظائف ليتم اعتماد تعيينه عليها.

وأضاف أن جامع الهجبة لم يعين أحد عليه منذ أكثر من سنتين لعدم وجود أشخاص من أهالي الحي يرغبون في التعيين على هذه الوظائف، وأن إدارته تجد صعوبة بالغة في توفير خطباء لصلاة الجمعة لإرسالهم للخطبة في الجامع المذكور، مؤكدا على أنه تم إبلاغ رئيس الهيئة والأهالي للبحث عن أي شخص مؤهل لتولي الإمامة.