الشباب هم أمل الشعوب والقيادات، والشباب هم المستقبل الذي يصنع التطور والتنمية.

والحقيقة أتابع وبكل فخر واعتزاز خطط حكومة المملكة العربية السعودية لدعم الشباب بجنسيه الذكوري والأنثوي، وأقف إعجابا ببعض الخطط المتضمنة دعم ومساندة كل الأعمال التي تستهدف توفير الحياة الآمنة والمستقرة للشباب.

ويقود هذا التوجه خادم الحرمين الشريفين من خلال قراراته الداعمة لعمل الشباب السعودي بعد تأهيلهم بالتعليم والتدريب وتوفير جميع الإمكانات ليكونوا في مستويات تعليمية متقدمة.

من أكبر الداعمين والمساندين للشباب سمو الأمير خالد الفيصل الذي تبنى برنامجا متميزا لدعم الشباب ابتداء من مؤسسة الفكر العربي التي لم تغفل الشباب ودورهم في التنمية وفي الفكر العربي، ولقد كان لتبني مؤسسة الفكر العربي موضوع الشباب أثر إيجابي في إشعال حماس القادة والمسؤولين في دول الخليج لدعم الشباب في تحقيق طموحاتهم، فكان قراره بمشاركة الشباب المتميزين كأعضاء في اللجنة الاستشارية ومجلس إدارة مؤسسة الفكر العربي وتأمين الفرصة لهم كمتحدثين في جميع الجلسات في المؤتمرات لإيصال فكرهم ورأيهم وتخصيص جلسات خاصة لعرض أعمالهم الريادية ومشاريعهم التنموية.

إن تكريم سموه في المنامة الأسبوع الماضي من قبل الإعلاميين العرب يمثل تكريما للقيادة السعودية في اهتمامها ورعايتها لتحقيق طموحات الشباب، وأجزم بأن برامج دعم الشباب التي يدعمها ويساندها الأمير خالد الفيصل تعتبر نموذجا يحتذى به.

ومن أكبر الداعمين للشباب في العمل والعمل للحساب الخاص الغرف التجارية الصناعية بجدة والرياض والمنطقة الشرقية، حيث ترعى الغرف السعودية جميع البرامج التي تسهم في تأهيل الشباب لسوق العمل وأخص اليوم غرفة جدة، الغرفة الأم للغرف السعودية والتي أطلقت اسم (الشباب) على منتدى جدة الاقتصادي الذي يفتتحه الأمير خالد الفيصل راعي فكر الشباب هذا المساء وذلك إيمانا منها بأهمية دور الشباب في دعم الاقتصاد الوطني في المرحلة القادمة، وهي بهذا العنوان تؤكد للمجتمع السعودي أن الشباب السعودي يأتي في مقدمة اهتمامات الغرف السعودية في جميع أعمالها وأنشطتها.

إن قضية الشباب أصبحت على قائمة الأولويات في جميع المنتديات والمؤتمرات والندوات والحوارات، ولقد عبر الشباب عن حقيقة ما يدور في أذهانهم وأفكارهم، ومن خلال بعض لقاءاتي مع عدد كبير من الشباب السعودي من مختلف المستويات في الداخل والخارج، وجدت أن هناك اتفاقا كاملا على المبادئ الأساسية, الدين والوطن والملك، وهناك تقدير كبير لجميع الدعم والمساندة الذي يحظى به الشباب، وأن هناك تطلعات أكبر يأملون تحقيقها، ومن هذه التطلعات الالتزام بحقوق الشباب في إبداء الرأي بشفافية والمشاركة بالرأي في صنع القرارات الاستراتيجية المهمة المتعلقة بالشباب وحصولهم على مزيد من الحقوق في العمل وفي المشاركة في مجلس الشورى ومجالس المناطق ومجالس المحافظات والمشاركة في عضوية مجالس الجامعات والكليات ومدارس الأبناء، وإعطائهم الحرية في إنشاء اتحادات الطلاب وإنشاء مجالس الشباب في كل محافظة ومنطقة.

إن العدالة في إعطاء الحقوق لجميع الشباب باختلاف الجنس والانتماء العرقي والطائفي والمناطقي والقبلي هو مطلب شبابي، واتساع مساحة الحرية في إبداء الرأي بأسلوب برلماني في وسائل الإعلام بأنواعها هو طموح يتطلع له الشباب.

إن فكرة حوار أمراء المناطق مع الشباب في المنطقة هي فكرة بدأها الأمير خالد الفيصل في منطقة مكة المكرمة، وأتمنى أن تعمم على جميع المناطق، وإن فكرة حوار الشباب مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير نايف تمثل حوار الأب مع أبنائه وسيكون لها الأثر الكبير في نفوس الشباب السعودي، كما أن فكرة عقد مؤتمرات الشباب هي فكرة تقودها غرفة جدة اليوم أتمنى أن تقتدي بها الغرف الأخرى.

إن الحق في التعليم والصحة والعمل والسكن اللائق وحرية إبداء الرأي وحرية المذهب والعادات والتقاليد من أهم حقوق الشباب ومن أهم مطالبهم. كذلك حق التمثيل الشبابي هو من الحقوق المهمة للشباب في المرحلة القادمة.

فهل يا ترى يتحول عنوان منتدى جدة الاقتصادي (الشباب) إلى واقع عملي يحقق الطموحات التي يتطلع لها الشباب أم هي لافتات إعلامية؟

كم من حملات دعائية أطلقها بعض المسؤولين لم ترَ النور على أرض الواقع، وأخشى لو استمر الحال على هذه الفرقعات الإعلامية أن يفقد الشباب الثقة في المسؤولين وخططهم، وأخشى على القطاع الخاص بجميع مؤسساته من نقمة الشباب إذا لم يستعدوا لدعمه بالعمل وتشجيعه ومساندته لبناء مستقبله في العمل لحسابه الخاص.