رغم مرور 14 عاماً على تخرجه من قسم الجغرافيا في كلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض، إلا أنه ما زال متمسكا بأهداب الأمل ينتظر وظيفة حكومية، حتى أصبح وجهه مألوفا لموظفي مكاتب الخدمة المدنية الذين يقولون له في كل مرة يتقدم لطلب وظيفة إن الأفضلية للتربويين وبقي على هذه الحال، حتى عرف بين أصدقائه وأقاربه بـ "عميد الخريجين".

العميد أو المواطن عقيل محمد الغافلي، قال إنه منذ تخرجه ظل يراجع مكاتب الخدمة المدنية للحصول على وظيفة لتأمين حياته ومستقبل أبنائه، وجدد أوراقه وملفه، وحتى الآن لم يحظ بترشيح لأية فرصة عمل حكومية، ودائما ما كان يصدم برد موظفي مكاتب الخدمة المدنية عندما يقولون له في كل مرة إن الأفضلية للتربويين.

ويقول الغافلي: في المقابل هناك خريجون كثيرون يحملون التخصص نفسه ممن تقدموا لمكاتب الخدمة المدنية بعدي، وحصلوا على وظائف حكومية رسمية معظمها في التدريس، وفي كل مرة أراجع مكاتب الخدمة المدنية، يكون جوابهم لا تتوفر وظائف حالياً لتخصصك، ولم تصلنا أرقام وظيفية لهذا التخصص، وبقيت على هذه الحال مراجعاً لجميع مكاتب الخدمة المدنية بما فيها الوزارة لأكثر من 15 عاماً.

وأضاف متحسراً: في السنوات الأخيرة، برز عائق آخر هو اختبار القياس المعقد – على حد تعبيره - الذي لم يستطع تجاوزه, وأشار إلى أن عمره يقترب من الأربعين، وهو الآن يعمل معلما في إحدى المدارس الأهلية براتب لا يتجاوز الـ 2500 ريال، وهو أب لبنتين وولد، ويسكن في شقة بالإيجار، ويتحمل أعباء مالية كبيرة, ويتساءل بحرقة وغصة، ماذا يفعل بهذه الشهادة التي صرف عليها زهرة شبابه, وكيف سيقضي بقية عمره مع مستلزمات الحياة الصعبة؟