لعل الخروج المر قبل الوصول لنهائيات كأس العالم للمرة الثانية، سبب مقنع لفتح ملفات أغلقتها النتائج الوقتية التي خدعتنا لنظن أننا ما زلنا أسياد آسيا، بينما دول مجاورة كانت في مؤخرة الركب حين كنا نتسيد القارة أضحت اليوم تقارعنا بل وتسقطنا!

مؤلم أن تتنازل عن القمة بمحض إرادتك، والأكثر ألماً أن تُخدع لثقتك المطلقة بمستغلي طيبتك (وإن كان بلا قصد)، فما أسقط المنتخب، وأسقط اتحاد كرة القدم، هو غياب العمل الحقيقي ببساطة.

والعمل الحقيقي لن يبدأ إلا من الأندية، والأخيرة تحتاج لعمل صادق يبدأ من الفئات السنية، فمنتخب أميركا 94 وهو الجيل السعودي الذهبي حقق كأس العالم للناشئين 1989 في أسكتلندا، قبل أن يشارك ويقدم مستويات تاريخية بعد أعوام توجت بوصوله للدور الثاني.

اليوم نظرة على مستويات الفئات السنية، والعمل يظهر في نادي الشباب وهو النادي الذي كرست إدارته السابقة في الشارع الرياضي نظرة اهتمامه بالفئات السنية، بطل كأس الأمير فيصل بن فهد وهي الدوري الأولمبي العام الماضي، اليوم فريق الناشئين بالنادي يحتل المركز الرابع، بينما فريق الشباب بالنادي مركزه الخامس.

النادي الأهلي وهو النادي الذي استفاد إلى حد ما من تجربة الشباب، استحق هذا العام البطولة الأولمبية، ولكن يحتل فريق الناشئين بالنادي المركز السادس، وفريق الشباب المركز الثالث، كل ذلك يعطي ناتجا سلبيا كانت نتيجته الطبيعية الخروج القاسي!

على الرئيس القادم لاتحاد كرة القدم ألا يسمح لرؤساء الأندية محاولة إسقاطه، وذلك بتكريسه اهتماماً خاصاً بالفئات السنية والمشرفين عليها، وحتى لو بلغ الأمر إلزام إدارات الأندية بتخصيص ما يقارب 30? من الميزانيات السنوية للفئات السنية.