امتصت استقالة الأمير نواف بن فيصل من رئاسة اتحاد كرة القدم، وما صاحبها من ردود أفعال, غضب وسخط الشارع الرياضي عقب الخسارة المذلة من المنتخب الأسترالي في آخر مباريات الدوري الثاني من التصفيات المؤهلة لمونديال 2014 في البرازيل، وذلك عقب موجة من التفاؤل بالتأهل عطفا على ظروف المباراة من حيث غيابات لاعبي الخبرة في منتخب أستراليا وكذلك الاستعداد الطويل للمنتخب السعودي الأول وما صاحبه من أخبار توحي بجاهزية الفريق للمباراة.

ورغم أن المنتخب السعودي تفوق في الشوط الأول على المنتخب الأسترالي، إلا أنه انهار في ثلاث دقائق فقط، هذه الثلاث دقائق كشفت المستور في الكرة السعودية التي تعاني من هبوط وتدهور في المستوى منذ عام 2002 عقب الخسارة الشهيرة من المنتخب الألماني بثمانية أهداف.

الجميع يتذكر أن الدنيا قامت ولم تقعد وشكلت لجنة لتطوير الرياضة من العديد من الأسماء الرياضية البارزة برئاسة الأمير الراحل الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز غفر الله له، أوحت للجميع أن هناك حراكاً كبيراً سيحدث نقلة للرياضة والكرة السعودية على وجه الخصوص، إلا أن تلك اللجنة اختفت وتلاشت معها الآمال وخبئت التوصيات في الأدراج لظروف لا نعلم ماهيتها، واستمرت الكرة السعودية تسير في منحنى هابط رغم مكابرة الكثير منا بأنها لا تزال متوهجة استشهادا بالماضي، وبقيت تغني بالاحتراف الوهمي الذي نطبقه رغم أن ذلك استنزف الكثير من الموارد المالية التي كانت وما زالت تتبخر أمام أعيننا، وما يزال هناك من يحاول حجب الشمس بمنخال.

الرياضة السعودية تعاني الفوضى وعدم وجود الإستراتيجية وعدم وضوح الرؤية والأهم من ذلك عدم قدرة الموجودين الحاليين ممن نسميهم خبراء جزافا على معرفة الخلل وإيجاد الحلول، بل حتى في رسم إستراتيجية واضحة الأهداف تحدد أدوار كل الأطراف ... كل ما نفعله هو تشكيل لجان بأسماء رنانة تتلاشى بمرور الزمن ويعاد تشكيلها بين الفينة والفينة وبطريقة تدوير الأسماء في اللجان المختلفة.. فمن كان يشغل منصبا في اللجنة الفنية يصبح عضواً في لجنة الدراسات الإستراتيجية ومن كان عضواً في لجنة الانضباط يصبح عضواً في لجنة الأخلاق واللعب النظيف وهكذا دواليك، وبعض اللجان لا تجتمع إلا سنوياً والبعض الآخر لا يجتمع أبدا .. بل إن بعض الأعضاء لا يعلم بترشيحه لأي لجنة إلا عن طريق الصحف.

لن يتغير حالنا إلا بابتعاد هؤلاء وتوجيه الشكر لهم على ما لم يقدموه للرياضة السعودية وترك الفرصة لجيل جديد شاب يفكر بطريقة غير تقليدية ويرغب في العمل بشكل جاد لرفع مستوى الرياضة والكرة السعودية، وأكبر دليل على ذلك هو ما قدمه الرياضي الشاب عبدالرحمن الحلافي رئيس اتحاد كرة اليد الذي أثمرت جهوده عن وصول المنتخب إلى كأس العالم في فترة وجيزة.

الإمكانات المادية ليست العامل الوحيد في تطور الرياضة وخير دليل ما تقدمه أندية محلية من مستويات كالفتح والاتفاق، وما تقدمه منتخبات كلبنان والأردن اللذين تأهلا إلى الأدوار النهائية للتصفيات وهما لا يملكان 10 في المائة من إمكانياتنا.