بلا خطط، وبلا دراسات.. ستنجح "القناة الثقافية"؛ لو استفادت من الفعاليات الثقافية التي تحتضنها بلادنا، ولو عملت على تغطيتها إعلامياً فقط. ستنجح "القناة الثقافية" لو بثت كاميراتها في ممرات "معرض الكتاب" التي سُميت برموزنا الثقافية.. وستنجح لو سلطت تلك الكاميرات على زوار المعرض وعلى الدور التي تستقبلهم وكشفت لنا إنتاجها وإقبالهم.. ستنجح لو اهتمت بـ"الصورة" قبل "كثرة الكلام" في الحوارات الإنشائية، رأت بعض المشاهد في المعرض يتسابق عليها مصورو الصحف والهواة لتوثيقها بينما لا تراها على الشاشة.. ستنجح لو استعرضت الفعاليات الثقافية على هامش المعرض بأدق تفاصيلها.

بإمكان "الثقافية" أن تجعل الكل يحضر معرض الكتاب ويعيش تفاصيله بزحام الزوار وحفلات التوقيع والندوات والفعاليات، دون أن يتكبد عناء السفر، بتقديمها "تلفزيوناً للواقع الثقافي"؛ بإطلاق الكاميرات طوال ساعات عمل المعرض التي تمتد من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءً. بذلك ستقدم "الثقافية" برامج "الواقع" الثقافي بلا استنساخ لا غربي ولا عربي، مستفيدةً من الفعاليات الثقافية التي تنطلق من مؤسساتنا الثقافية.

أضخم البرامج الثقافية تقام على أرضنا ولا تقدم بالصورة التي تليق بها، رغم أن للثقافة قناة متخصصة، وأكثر الفعاليات الناجحة تنطلق من عندنا ولا تجد من التلفزيون السعودي التقدير والإبراز.

(بين قوسين): القناة الثقافية تمتلك طاقات شبابية جميلة وقدرات إعلامية جيدة، لكن هذه "الطاقات" قد لا تجد التشجيع من إدارتها أولاً، فلا تُقدم "الشكر اللفظي" لإبداعها، وربما تأخر "التقدير المادي" لعملها، أو لا تمنح "بدل انتداب" أثناء تغطية الفعاليات.. "امنحوهم التقدير وانتظروا الإبداع".