سوق الأسهم مثل مقالات بعض الكتاب السياسيين.. لا تعرف ما الذي يريدونه، وما الفكرة التي يريدون إيصالها إليك.. أحيانا تقول إنك فهمت المقال، وأحيانا أخرى لا تعرف إلى أين يريدون الوصول بك.. أحيانا تقول إن الكاتب صديق مخلص وأحيانا تقول إنه عدو مبين!
أشياء كثيرة يذكرك بها سوق الأسهم في بلادنا.. أحياناً يذكرك بسيارة متعطلة على جانب الطريق.. بطاريتها معطوبة.. يدفعها الناس من الخلف لمساعدة المحرك على الدوران.. لكنك لا تعرف هل ستنجح المحاولة وتنطلق السيارة كالصاروخ، أم ستبوء المحاولات بالفشل، ويعود كلٌ من حيث أتى وهو يلهث!
على أي حال أستطيع الجزم أن علاقة الناس بسوق المال في عام 2012 ليست هي العلاقة ذاتها عام 2006 ـ الناس اكتسبت خبرات واسعة، ودفعت ثمنا باهظاً لها.. غادر أناس وبقي أناس.. وما يزال هناك من يراوح بين الفئتين.. الكل محمل بالتجارب، والإنسان الذي لا تغيره التجارب ولا يتعلم من أخطائه إنسان جامد لا حياة فيه.. تغيرت أشياء عدة خلال السنوات الست الماضية.. حتى المحللون تعلموا من دروس الماضي.. تجد كل محلل مالي أو فني يضع أمامك احتمالين.. كي يضمن لنفسه خط الرجعة فيما لو طاح الفأس في الرأس.. ولا أحد يلوم أحدا!
ما شأننا اليوم وسوق الأسهم؟!
بدأ السوق خلال الأيام الماضية في الحركة.. تحركت العربة.. استبشر الناس خيرا.. لكن لا أحد يعرف ما الذي تخبئه الأيام.. لا أحد يعرف طبيعة هذه الحركة وأسبابها الحقيقية.. هل هي انطلاقة حقيقية تعكس قيمة وأهمية السوق، وتعيده لمكانه ومكانته الطبيعية أم مجرد فخ آخر؟
أود القول إن على الهيئة أن تطمئن الناس.. يجب أن تشعرهم أنها تراقب السوق.. يجب أن يثق المتعاملون أن الهيئة لن تسمح للكارثة أن تتكرر مرة أخرى.. صمت هيئة سوق المال في هذا التوقيت بالذات أمر ضار.