أحداث جامعة الملك خالد والغضب العارم الذي سيطر على الطالبات نتيجة الاحتقان، لا زالت تتحرك كالبركان، وهي واضحة المعالم إلى حد كبير، ومطالب الغاضبات والغاضبين صريحة ومحددة ويمكن التعاطي معها بتفهم.
فلماذا ندفع بالأمور إلى ناحية الأزمة ما دمنا نستطيع تخطيها إلى الحل؟
كثير من طالبات وطلاب الجامعات المختلفة في كل مناطق المملكة يتشاركون في ذات المطالب ولهم نفس الهموم، ويتطلعون إلى الحل المتمثل في منحهم حقوقهم والإقرار بمطالبهم المشروعة. فجامعاتنا تنهكها المحسوبيات والواسطات في القبول سواء للدراسة أو للتدريس، بالإضافة إلى تجاهل الطلاب والطالبات وعدم الاستماع إلى شكاواهم والزج بهم في أحضان البيروقراطية العقيمة عبر المرور بمطالبهم على مجالس وجهات ودهاليز كثيرة لتنتهي بهم على رف الإهمال، هذا هو حال الطلاب في الجامعات السعودية، فضلا عن استخدام أسلوب القمع عند الاعتراض أو إبداء الملاحظات.
جامعاتنا للأسف دخلت منذ مدة في مرحلة الشيخوخة، وهرمت في انتظار هذا اليوم الذي يعيدها فيه الشباب إلى حياة شابة فتية، تتمكن فيها من دخول المضمار مع أقوى الجامعات وتحقيق الفوز عليها، فحكومتنا لم تبخل بالدعم السخي والميزانيات العملاقة اهتماما ودعما للتعليم العالي، إلا أن هذا الدعم يذهب جزء منه أدراج الرياح بسبب فساد أو سوء إدارة، والنتيجة أن جامعاتنا لا زالت برغم كل المقومات الجبارة التي تملكها تأتي في آخر الركب. لا للمزايدة على طالبات وطلاب جامعة الملك خالد، فما طالبوا به حق لهم، فلا أجندات خفية ولا شبهة سياسية، وانتهاجهم لهذه الطريقه في المطالبة كان بدافع الغضب من التجاهل واللامبالاة، وسبب كل هذا حبهم لوطنهم ولجامعتهم، فيجب على كل مديري الجامعات بما فيها جامعة الملك خالد، ألا يتشبثوا بكراسيهم أكثر من ذلك، فعشرات السنين التي مرت عليهم دون تجديد يذكر كافية لأن ينزلوا من صوامعهم ويقدموا استقالاتهم ويغادروا، تاركين المجال للقادرين على التميز والعطاء.