قال مدير عام الجمعية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل لـ"الوطن": إن المسرح يسجل صيف هذا العام حضورا أقل من الطموح، وفق الإمكانات المتواضعة للجمعية، فالمسرح الذي من المفترض أن يكون أحد أهم عوامل الجذب السياحي، والترفيه والوعي ينقصه على المستوى الرسمي الكثير من البنى التحتية ومقرات التدريب، والمؤسسات التعليمية والمتخصصة بالمسرح، كما أن الجمعية بحاجة ماسة للدعم المادي للوفاء بمتطلبات المسرح، فالدعم للجمعية ضعيف لا يرقى إلى مستوى الطموح، وأقل من المطلوب بكثير، ما يجعل دعمها للمسرح دون المستوى المأمول، ويتزامن هذا مع انشغال الممثلين خلال الصيف بسبب ارتباطهم بالإعداد للأعمال التلفزيونية الرمضانية، ما يجعل حضور المسرح أقل من المأمول، ويعتمد على الاجتهادات من محبيه في الجمعيات، والمهرجانات السياحية، وطموحنا كمنتسبين للمسرح كبير وكبير جدا، بأن يكون حاضرا وفق مبادرة وطنية تستهدف النهوض به في إطار استراتيجية دعم لا محدود باعتباره أحد أهم روافد الثقافة، وتشكيل ملامح الوعي الاجتماعي في هذه المرحلة الهامة للمجتمع.

وأضاف السماعيل: أنه على الرغم من محدودية الدعم إلا أن هناك الكثير من الفعاليات للجمعية خلال صيف هذا العام التي تثري حركة السياحة الداخلية وإن كانت أقل من الطموح، ولكنها وفق إمكانات الجمعية وفروعها. ففروع الجمعية الـ16 لديها فعاليات ما بين مشاركات شعبية وعروض مسرحية، ومعارض فنية، على سبيل المثال لا الحصر هناك عروض للكبار والصغار في كل ملتقى مثل وج الثقافي بالطائف، وفي الدمام هناك 8 عروض مسرحية للطفل خلال الصيف، وكذلك الحال في كل من فروع جدة والباحة وجازان ونجران. وفي العام الماضي ووفق إحصائية دقيقة نجحت الجمعية في تقديم 120 فعالية ما بين دورات وورش مسرحية، ومسابقات وعروض مسرحية.

وضم عدد من الفنانين أصواتهم إلى صوت السماعيل، مطالبين وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للسياحة والآثار بوضع استراتيجية للاستثمار في المسرح باعتباره من أهم عوامل صناعة الثقافة والسياحة على مستوى العالم، نظرا لما يتمتع به هذا الفن في المملكة من أسباب النجاح، في مقدمتها الممثل السعودي الذي تتسابق عليه مؤسسات الإنتاج الخليجي وتقدم له العروض المغرية، إضافة إلى طبيعة التركيبة السكانية للمجتمع السعودي، فغالبيته من الشباب التواق لهذا الفن، وحاجتهم المرحلية لمعايشته كجزء من طبيعة الحياة اليومية. إضافة إلى توفر الدعم اللامحدود من الحكومة لمشاريع التوعية والرعاية للشباب التي يجب أن تشمل المسرح وتدعمه؛ لتدفع برأس المال للاستثمار في المسرح خلال فصل الصيف.

عضو جمعية المسرحيين السعوديين، الممثل عبدالمحسن النمر قال لـ"الوطن": يعتبر الممثل السعودي هدفا لكثير من شركات إنتاج الدراما التلفزيونية؛ وأدعو المسؤولين عن الحركة المسرحية إلى استثمار هذا الممثل بما يحقق قفزة نوعية وكمية للمسرح في وقت يبدو فيه مجتمعنا بأمس الحاجة للمزيد من التنوير، والتفاعل الإيجابي مع تطورات الحياة. فبلادنا تمتلك ـ ولله الحمد ـ كافة عوامل نجاح المسرح من دور عرض وطاقات شابة، وجمهور متعطش، وموارد مالية قوية، ولا ينقص المسرح سوى فتح المجال، وتنظيم العمل في هذا المرفق الحيوي. كما أن الجامعات لديها الكثير من الطاقات الشابة التي يمكن أن تؤسس لحركة مسرحية ناجحة، تأخذ بالمسرح لطريق النجاح. والجميع بانتظار دور عملي وأكثر فاعلية من وزارة الثقافة والإعلام، والهيئة العامة للسياحة في هذا المجال من شأنه وضع المسرح ضمن خارطة الفعاليات الصيفية أو الموسمية والمناسبات بصورة شاملة ومنظمة تخلق مسرحا واعيا، يعتمد الرقي أسلوبا في العرض، والسمو هدفا لرسالته انطلاقا من ثوابت المجتمع، الدين والقيم الاجتماعية الأصيلة.

بينما رأى الممثل راشد الشمراني أن عدم وجود مسرح منظم يحقق ربحية الاستثمار الفعلي لكل المنتسبين له، دفع الممثلين خلال الصيف للعمل على إنهاء أعمالهم الدرامية التلفزيونية الرمضانية والارتباط بها، ولا مجال لأن يغامر الممثل بموسمه الذهبي للعمل التلفزيوني من أجل إرضاء توجه معين للمسرح بلا عائد أو مردود يستحق. وأضاف الشمراني صاحب التجربة المسرحية الطويلة: عندما يتحول المسرح إلى فن قائم له صناعته الاستثمارية بأطرها الثقافية والاجتماعية، فإن كل المنتسبين للمسرح سيجعلونه أولوية في خطط أعمالهم، بما يخدم المسرح والعمل التلفزيوني، ضمن خطة عمل سنوية منظمة يتم توزيع العمل خلالها بين المسرح والتلفزيون، تساعد الفنان على إنهاء إعداده للأعمال التلفزيونية قبل الصيف، للارتباط بالمسرح خلال الصيف، لما له من أهمية وحضور، ودور حضاري في حياة الشعوب.