الأحساء: عدنان الغزال

فتح ركن رسم الجداريات في موسم عيد السعودية في الأحساء بمتنزه الملك عبدالله البيئي جنوب الهفوف أبواب رزق إضافية للتشكيليين والتشكيليات في الأحساء، تمثل في إبرام عقود لأعمال تنفيذية تشكيلية لتنفيذ جداريات في المنازل والمزارع والمنتجعات السياحية والترفيهية، بمتوسط قيمة 150 ريالا لكل متر مربع، ويتفاوت السعر تبعا لمساحة الأشكال الفنية ودقة تفاصيلها.

استخدام ألوان محددة

أشارت التشكيلية ليلى البوحسن لـ«الوطن» إلى مشاركة نحو 8 تشكيليين وتشكيليات في الركن المخصص لتنفيذ الجداريات، ونفذ كل منهم جدارية، نالت إعجاب زوار فعاليات العيد، موضحة استخدام ألوان محددة لتنفيذ الجداريات، وهي ألوان أصباغ أو ألوان بلاستيكية، بالإضافة إلى نوع آخر ذي جودة عالية يسمى ذا ما كره مع استخدام مادة الورنيش بعد الانتهاء من الجدارية للحفاظ على الألوان من الظروف الجوية المختلفة.

صعوبات محدودة جدا

أكدت أن هناك إقبالا واضحا على تنفيذ الجداريات في المنازل والمزارع والمنتجعات، ويفضل الكثير تنفيذ الجداريات في المواقع المفتوحة، لإعطائها جمالية أكثر، وهي بمثابة التغذية البصرية الجميلة للمشاهدين، وتستمر الأعمال الجدارية لمدة زمنية طويلة في حال الرسم على جدران الأسمنت أكثر من غيرها، كما يفضل عمل الجداريات في أوقات الشتاء، لافتة إلى أن عالم الجداريات هو فن جميل بصعوبات محدودة جدا مقارنة بالأعمال التشكيلية الأخرى، مبينة أن جدارية بمساحة 12 متراً مربعاً مدة العمل الفعلية قد لا تتجاوز أكثر من 5 ساعات عمل.

نسيان الجانب المالي

أيد المتخصص في الإبداع الفني والأدبي، المهندس عمر كاسب البدران لـ«الوطن»، تحويل الإبداع الفني إلى سلعة استثمارية، مع مراعاة عدة اشتراطات من بينها: ألا يكون الهدف الرئيسي للفن المال، بل يكون هدفا ثانويا، وأن يكون العمل الفني نابعا من داخل الإنسان، وعدم التنازل عن الجودة من أجل الانتشار والالتزام بمعايير الجودة، وأن يكون الإبداع الفني حاضرا أمام الفنان وليس المال، منتقدا مصطلح «تسليع» الفن، وذلك لإعطائه معنى مبتذلا، وانطباعا سيئا للممارسات العديدة للفن بسبب المال، إذ أن الفن أكثر رقياً من أجل البحث عن المال.

دعا البدران الجهات ذات العلاقة بدعم المبدعين والمبدعات، وإعطائهم مساحة مناسبة للابتعاد عن حاجة بيع سلعهم الفنية وتراجع مستواهم، وتحقيق الهدف المنشود وهو التركيز على الفن ونسيان الجانب المالي.

الانتشار لا الجودة

أشار المشرف على المقهى الثقافي في جمعية الثقافة والفنون في الأحساء الدكتور محمد البشير، لـ«الوطن»، إلى استحقاق الفنان في الحصول على المال والشهرة بعد نجاحه وتميزه في تجربته الفنية، لافتاً إلى الوعي المجتمعي لقيمة اللوحة من خلال تقييم المجتمع للعمل الفني، حيث إن اللوحة التشكيلية في فرنسا تفوق أسعارها في العالم العربي أضعافاً مضاعفة. وبين أن الأعمال الفنية سلع فاخرة، بيد أن ليست هناك معايير واضحة لتحديد قيمتها السوقية مع مراعاة جانبي الندرة والتميز. كما أن كثيرا من الأعمال الفنية يراها الناقدون سيئة، بينما هذه الأعمال واسعة الانتشار بين العامة، وهذا يقودنا إلى أن التقييم هنا ركز على القبول والانتشار وليس الجودة، وللحفاظ على الجودة يجب أن يكون للنقاد صوت يسمعه الجمهور، وهذا يتطلب مجتمعات تعي أهمية صوت الناقد.