جازان: فاطمة محمد

في الوقت الذي تشرق فيه شمس يوم الأحد من كل أسبوع في منطقة جازان، تتحول محافظة أحد المسارحة إلى ملتقى شعبي، حيث تتجه إليها أنظار أهالي المنطقة وزوارها، لتحولها إلى رافد اقتصادي مهم يسهم في اقتصاد وتنمية المنطقة منذ 300 عام.

ويعد «سوق الأحد الأسبوعي» الذي يقع في محافظة أحد المسارحة بالحد الجنوبي أحد أبرز المعالم التراثية والتجارية والتاريخية التي تميزت بها المحافظة منذ أكثر من 3 قرون، ومرّ بمراحل تطويرية كبيرة، إذ تشير المصادر إلى أنه تم إنشاؤه في عام 1103، ويمثل السوق الملتقى الأسبوعي للأهالي، والمحرك الاقتصادي الأول بالمحافظة. وعلى الرغم من التطور الذي شهدته المحافظة، وكثرة الأسواق التجارية الحديثة، لا يزال السوق يشهد إقبالاً كبيراً من قبلِ المتسوقين من كل محافظات جازان وخارجها، حيث شكلَ السوق على مر السنين معرضاً حياً لعرض المنتجات والسلع ذات الطابع التراثي والشعبي التي حافظ عليها الأجداد وتوارثها أبناء الجيل الجديد، ولا يكاد يخلو منزل بالمنطقة في الوقت الحاضر من منتجات وسلع هذا السوق، وذلك لتعزيزها حضارة المنطقة وتراثها الأصيل.

مقصد حيوي

يعد السوق مقصداً حيوياً ومزاراً عائلياً خاصةً في أوقات المناسبات الاجتماعية والأعياد والإجازات وفترة الأعراس وغيرها، ويتميز بتنوع المنتجات التراثية، والمعروضات الشعبية من أدوات تقليدية وصناعات خزفية وحرفية التي تمت صناعتها يدويا من سعف النخل، وتشتهر بها منطقة جازان مثل: المظلات، مجول، مفتة ومهجان، المكانس، إلى جانب الأواني الفخارية والحجرية مثل: المغش، الكزمة، أوانٍ خشبية كالصحاف وهي إناء لشرب الماء مصنوعة من الخشب ومطلية بمادة القطرن التي تضيف عليها نكهة ومذاقا خاصا يعشقه أهالي المنطقة، إضافة إلى وجود النباتات العطرية ذات الروائح الزكية بأنواع مختلفة، وخضروات وفواكه موسمية. وينتشر بالسوق بائعو القطران، والسمن والعسل، إلى جانب وجودِ بسطات بائعي الأواني الحديثة، والمفروشات والأقمشة والملابس التراثية، وبائعي البن والبهارات والحبوب.

نقطة تحول

قال بائع أدوات الحدادة أبومحمد الذي يعمل في السوق منذ 40 عاماً: إن السوق يمثل نقطة تحول حضارية شهدتها المحافظة، فقد كان بمثابة ملتقى اجتماعي للأهالي، حيث يتناقلون الأخبار، ويعد مكاناً للرزق وعقد الاتفاقيات التجارية التي كانت تُقام قديماً عن طريق المقايضة، وأصبح اليوم أحد المعالم التجارية الشهيرة في المنطقة، ويقصده معظم بائعي المنتجات القديمة والحديثة.

تنوع المنتجات

أكد المواطن علي شراحيلي، أحد مرتادي السوق، أن للسوق أهمية اقتصادية كبيرة عند أهالي المحافظة خصوصا كبار السن والمزارعين ومربي الماشية، حيث يتضمن أكبر سوق للمواشي بالمنطقة، إضافة إلى سوق الأعلاف، وسوق المحناط الذي تُباع فيه أنواع الحبوب والذرة الرفيعة والبر، مشيرا إلى أن تنوع المنتجات والسلع جعل السوق مقصداً للزوار والسائحين بالمنطقة، مؤكدا أن من خلاله يتم التعرف على تراث المنطقة.

نساء منتجات

للمرأة المنتجة حضور كبير في السوق، حيث تعرض العديد من البائعات منتجاتهن المصنوعة يدوياً مثل: البخور، المواد العطرية، المطيبات التي تتزين بها المرأة الجازانية مثل: الطيب، الظفر، الخمريات العطرية بروائح الفل، إضافة إلى انتشار بائعات الأكلات الشعبية في أرجاء السوق لبيع منتجاتهن الغذائية مثل: اللحوح، الحلبة، الخمير المصنوع من الذرة الرفيعة، الملوخية، وغيرها الكثير من الأكلات الشعبية الشهيرة في المنطقة.

تهيئة وتطوير

أكد رئيس بلدية محافظة أحد المسارحة الدكتور سالم آل منيف لـ«الوطن»، أن البلدية تعمل على تطوير مكان السوق وتهيئته للبائعين والمستهلكين، مشيرا إلى أنه يتم تنفيذ جولات رقابية لمنع المخالفين، مضيفا أن البلدية تعمل على تجهيز مقر آخر لنقل سوق المواشي.

سوق المسارحة

300 عام جمعت الباعة والمتسوقين

تُعقد به اتفاقيات تجارية

يعد موقعاً للصلح بين القبائل

يعد رافداً تجارياً وتراثياً للمنطقة

جارٍ تطويره وتهيئته للبائعين والمستهلكين

ملتقى أسبوعي لمحبي التراث والمزارعين ومربي الماشية

تنفيذ جولات رقابية لمنع المخالفين

أركان السوق

المواشي

الأعلاف

المحناط

النباتات العطرية

الخضروات والفواكه

البهارات والحبوب

الصناعات اليدوية والخزفية

الصناعات الخشبية والحجرية

الملابس والأقمشة الشعبية

أكلات شعبية