أبها: غلا أبو شرارة

كشف المدير الفني لبرنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم جيرت بروسيلرز، عن أن البرنامج يستهدف تهيئة اللاعبين الموهوبين لخوض تجارب مع الفرق الأوروبية، وأن يصلوا مرحلة الاحتراف في أوروبا وفق منهجية محددة تمكنهم من التكيف مع هذه الأندية.

وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالموهبة، بل يتعداها ليكون أسلوب حياة يشمل الجوانب الغذائية والصحية والعقلية، إضافة إلى تعليمهم الإنجليزية، قائلا في حواره مع الوطن وباختصار نحن نقدم لهم باقة كاملة للتأقلم إذا ما التحقوا بأندية أوروبية، أو تزويدهم بالتعليم الكروي الذي يجعلهم جيدين كفاية للعب ضمن المنتخب.

كيف تختارون اللاعبين للانضمام لبرنامج الابتعاث؟

اخترت المجموعة الحالية من لاعبي منتخب الناشئين السعودي الذين شاركوا في كأس العالم للناشئين في بولندا (اللاعبون أقل من 20 عاما)، وذلك صيف 2019 الماضي، أما اليوم فنبحث عن لاعبين أقل من 19 عاما يتمتعون بالموهبة، ونعتمد على ترشيحات مدربي أفضل أندية المملكة.

أما المجموعة الجديدة، فسيتم اختيارها من أعمار مختلفة، وأكثر صغرا من سابقاتها، وقد تم ترشيح أكثر من 40 لاعبا، اخترنا 23 منهم سيسافرون إلى إسبانيا.

فرص وفيرة

ما هو أفق ومستقبل البرنامج؟

جعل وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي البرنامج لمدة 4 سنوات، ويتم اختيار 10 لاعبين من كل مجموعة تبعا لطموحهم ورغبتهم في البقاء وأحقيتهم بالالتحاق بأندية أوروبية أو سعودية، ومن لا يقدم مستوى كافيا للبقاء سيغادر البرنامج.

وبقاء اللاعب ضمن البرنامج يتعلق أيضا برغبته، ووفقا للشروط والمعايير، إذ لا يجبر على الالتحاق بالبرنامج، بمعنى أن البرنامج خيار للاعب ولإدارة البرنامج التي يمكنها استبعاد أي موهبة إن لم تكن راضية عن أدائها وأخلاقها وسلوكها.

ويمكن للاعب الاستمرار مع البرنامج على مدى الـ4 سنوات إن نجح بتطوير قدراته، كما يمكنه التوقف في المرحلة التي يراها كافية له.

اليوم، تستعين الأندية المحلية بلاعبين أجانب كثر، واللاعب المحلي بحاجة إلى خوض كثير من المباريات، ليكون في مستوى يؤهله لتمثيل الفريق الأول، وعدم مشاركته الفعلية مع الفريق إلا من وقت لآخر، يضعه في بيئة غير ملائمة للقيام بالخطوة الثانية للالتحاق بالفريق الأول، وهنا في برنامج المواهب نوفر هذه الفرصة للمواهب ليكونوا ملائمين للاحتراف، ونقدم لهم المعلومات الكافية وفرص المشاركة في كثير من المباريات والتمارين المستمرة، وهذه فرص لا يحصل عليها الآخرون ممن لم يلتحقوا بالبرنامج.

اللاعب الناشئ

كيف ترى الحماسة عند المشاركين في البرنامج؟

لمست فيهم الحماسة الشديدة للتعلم وإبراز مقدرتهم، وبما أننا في السنة الأولى للبرنامج فقد لا يعلم كثيرون عنه، لكن بعدها سيلمس المتابعون ما أنجزناه، وما قدمناه لهؤلاء اللاعبين من خلال المباريات التي سنشارك فيها، وسيدركون مقدار التطور الذي بلغوه، وستزداد ثقتهم بالبرنامج وما يقدمه للمواهب.

أشعر أن الملتحقين بالبرنامج شغوفون بتطوير أنفسهم حتى لو كانوا يرتكبون بعض الأخطاء، وشغفهم ينبع من كون التجربة جديدة بالنسبة إليهم، وسيكون الأمر في منتهى الجدية في إسبانيا، حيث سيتدربون مرتين يومياً، وسيشكل كل منهم لوحة قيادة خاصة به، نستطيع من خلالها أن نرى مدى التقدم الذي حققه، وكذلك من خلال الصور التي تلتقط له في كل مرة لمعرفة مدى تقدمه بعد شهر، وبعد 3 أشهر، وبعد 5، و7 أشهر، حتى يصلوا اللياقة البدنية المطلوبة ليصبحوا أقوى.

كما يوفر لهم البرنامج فرصة تعلم الإستراتيجيات الأساسية للعبة، وكيف يتعاملون مع الضغط في الملعب، وكيفية تسديد الركلات الصحيحة، وبعد كل تمرين لدينا أجهزة لقياس مقدار سرعتهم وتباطؤهم كل مرة، ومن خلال ذلك كله نستطيع معرفة مقدار ما حققه الموهوب من تقدم، وكذلك مقدار نموه، مع إخضاعه إلى برنامج غذائي صحي قسري يجبره على تغيير عادات الطعام، وذلك بإخبارهم ما هو الطعام الجيد والسيئ، ولا يزال القرار لهم إذا ذهبوا خارجا.

المصير

ما مصير اللاعب بعد البرنامج؟

نتابع اللاعب عندما يقرر أن يكمل مع ناديه في المملكة، كما نرتب له تجربة مع ناد أوروبي حتى يمكنه المحاولة مع النادي الذي يظهر اهتماما وحتى يثبت نفسه، وقد يحصل على عقد مع هذا النادي، ونسعى إلى أن نوصله إلى أقصى قدراته، وهذه مهمتنا الأصلية، كما نساعده بعدها بالالتحاق بالنادي الذي يتناسب مع قدراته، والتحاقه بفريق آخر غير فريقه الأصلي سواء محليا أو أوروبيا يعتمد أولا على فريقه الأصلي الذي أتى منه، وإن كنت أرى أن احترافه في أوروبا يحقق فائدة لبلده لأن منتخب بلاده سيستفيد من قدراته سواء كان مع فريق محلي أو أوروبي.

وعندما يعود اللاعب إلى فريقه بعد سنتين أو ثلاثة وهو أفضل، فسيحل محل اللاعب الأجنبي، لأنه يمتلك نفس مهاراته الاحترافية، وهذا ما يهدف إليه البرنامج.

معايير

ماهي المعايير المعتمدة لالتحاق اللاعب بالبرنامج؟

يجب أن يكون مؤهلا بدنيا ونفسيا، وأن يتهيأ ويتكيف مسبقا قبل السفر إلى أوروبا، ونحرص في الشهر الأول على عدم التحاق اللاعب بالتجربة الخارجية في الأشهر الأولى لوجوده في البرنامج، لأنه لن يكون مستعدا لها، فحتى إن كان موهوبا لا بد أن يكون مستعدا بدنيا، وأن يتدرب على الأقل مدة 3 أشهر.

وماذا عن اتفاقاتكم مع الأندية الأوروبية؟

هناك شبكة كبيرة من الأندية الأوروبية والتي يمكن للاعب الموهوب الالتحاق بها في تجربة احترافية، ولدينا حاليا اتفاق لأحد اللاعبين مع ناد إسباني، وعندما نرسل لاعبا لمثل هذه التجربة نحرص أن يكون الأفضل في المجموعة، كما نعتمد كذلك على اختيار النادي الأجنبي للموهوب حسب حاجته.

ويرسل لنا النادي تقارير دورية عن أداء اللاعب المنضم إليه مقارنة بلاعبي الفريق الآخرين بنفس المرحلة العمرية، ونحن نعد تجربة احتراف الموهوب مع الفريق الأوروبي وسيلة تعلم تساعده على التطور، لأنه لن يكون الأفضل في ناديه الأوروبي، بل يكون متساويا مع بقية اللاعبين، وعليه أن يبذل مزيدا من الجهد لإثبات وتطوير قدراته.

وهناك اتفاق بين البرنامج والدوري الإسباني سنستفيد منه، حيث سيفتح الدوري الإسباني شبكاته لنا إن لزم الأمر، خصوصا فيما يتعلق بتوفير المباريات، أو تأمين المساعدة فيها، وحتى الآن لدينا علاقات جيدة مع النوادي الإسبانية.