الوطن

اسمي مشتق من اسمك

قال عبدالله بن منصور: كنت يومًا في مجلس الفضل بن يحيى، فأتاه الحاجب فقال: إن بالباب رجلًا قد أكثر في طلب الإذن، وزعم أن له يدًا يمت بها، فقال: أدخله.

فدخل رجل جميل رث الثياب، فسلم وأحسن: فأومأ الفضل إليه بالجلوس فجلس، فلما علم أنه قد انطلق وأمكنه الكلام، قال له: ما حاجتك؟ قال له: قد أعربت عنها رثاثة هيئتي، وضعف طاقتي،! قال: أجل! فما الذي تمت به؟ قال: ولادة تقرب ولادتك، وجوار يدنو من جوارك، واسم مشتق من اسمك!

قال: أما الجوار فقد يمكن أن يكون كما قلت، وقد يوافق الاسم الاسم، ولكن ما علمك بالولادة؟ قال: أعلمتني أمي أنها لما وضعتني، قيل: إنه ولد الليلة ليحيى بن خالد غلام، وسمي الفضل، فسمتني فضيلًا، إعظامًا لاسمك أن تلحقني بك، فتبسم الفضل، وقال: كم أتى عليك من السنين؟ قال: خمس وثلاثون.

قال: صدقت! هذا المقدار الذي أتيت عليه، فما فعلت أمك؟ قال: توفيت، رحمها الله! قال: فما منعك عن اللحاق بنا فيما مضى؟ فقال: لم أرض نفسي للقائك في حداثة تقعدني عن لقاء الملوك! قال: يا غلام؛ أعطه لكل عام من سنينه ألفًا، وأعطه من كسوتنا ومراكبنا ما يصلح له!