صالح العبد الرحمن التويجري

بتاريخ 3 محرم 1443هـ الأربعاء 11 أغسطس 2021 نشرت إحدى صحفنا المحلية مقالا تحدث فيه كاتبه عن نماذج من مبعوثي الأمم المتحدة، كشف فيه المستور عن عدم إخلاصهم لما أوكل إليهم تنفيذه في عدة دول عربية، خاصة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) الصادر في 14 أبريل 2015 الذي طالب الدول المجاورة لليمن بتفتيش الشحنات المتجهة إلى اليمن في حال ورود اشتباه بوجود أسلحة فيها، وقد تضمن القرار -الذي صِيغ بعناية سياسية- تهيئة اليمن لمرحلة استقرار ثابت وتنمية اقتصادية وبشرية تضمنتها المبادرة الخليجية.

ومنذ صدور القرار كُلِّف أربعة مبعوثين من طرف الأمين العام للمنظمة الدولية ---الخ، وحقيقة فقد ثبت فشل الثلاثة الأوائل لعدم إخلاصهم في مهمتهم، وننتظر فشل الرابع، وكما في المثل الشعبي (مثل حمير ابن غيثار المربوط أخبث من المطلق)، وكما قال الكاتب إن أحدهم كان مدمراً لدور الأمم المتحدة بتحيزه الفاضح للحوثي، والثاني غلبت عليه المجاملة، وثالثهم سيئ الذكر غريفيث الذي أعتقد أنه مارس قاعدة أجداده الإنجليز (فرِّق تسد)، وأخيراً وخلال ست السنوات الماضية مد كل منهم أمد المهمة أسوة ببقية المندوبين في المنظمات الدولية المختلفة، لتكون تلك الدول مرتعا لتجارة الأسلحة المدمرة من تلك الدول الصانعة والتي هي من ضمن هيكل الأمم المتحدة، ورابعهم كلبهم انظروا إليه وخمنوا عما سيفعل والله سبحانه يقول (ما يود الذين كفرو من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم)، فبالله عليكم هل تنتظرون أفعال خير من هؤلاء؟.

وكما قال الكاتب فنظرة فاحصة على أدوار الأمم المتحدة التي هي وسيلة الدول الكبرى للتواجد بصفة شرعية في أي نزاع، نجد أنها فشلت إلا ما ندر (وليبيا، سورية، العراق وأفغانستان) نماذج للفشل.

ولذا أدعو المنظمات العالمية الإسلامية وعلى رأسها رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي لتكوين لجنة عالمية إسلامية لتبني الإصلاح من أجل إيقاف هذا التناحر الواقع بتلك الدول ومثيلاتها، والاتجاه إلى إيران خاصة لتكف يدها وأسلحتها ومرتزقتها الموجودين بكل بلد عن التدخل في الدول المصابة بتلك الجروح، التي لا تكاد تندمل (إزهاق أرواح بشرية، ونزوح السكان فرارا من الموت، وانتشار الفقر والأمراض، وتحطيم للبنى التحتية).

فهل تفعل تلك المنظمات ما أوجبه الله في كتابه العزيز (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ---الخ الآية)، عسى الله أن يبعث من يخمد تلك الفتن والمحن التي لم ولن يستفيد منها غير بائعي الأسلحة والمتفجرات والله المستعان.