عبدالوهاب طواف

اليوم تتجه المملكة العربية السعودية بسرعة هائلة إلى الحياة العصرية، والتكنولوجيا الرقمية، بمرتكزات شملت كل مناحي الحياة، كالتنمية والصناعة والعمران، والتعليم والمعرفة، والسياحة والانفتاح والإزدهار. تمكن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من القفز بالمملكة إلى الأمام عقودا طويلة؛ فجلب لبلاده في عدة سنوات، تطورات وتقنيات قرن من الزمان.

نجح الأمير محمد بن سلمان بتكسير أصنام كثيرة، وتفكيك أغلال وسلاسل وقيود ومحاذير وثقافات عديدة؛ كانت تتلبس الإسلام، في حين أنها وُجدت ونشأت من سلوكيات ومخرجات وترسبات، لتشدد ديني وتعصب مذهبي وغلو شخصي، ترعرع في المجتمع السعودي خلال حقبات زمنية وسياسية طويلة، فمثلت قيودًا لحركة وتطور ونمو الدولة، وحرية وإنتاج ورفاهية الفرد، فنجح الأمير الشاب بقيادة المملكة صوب الحداثة، بشجاعة وثبات، وبخطوات قوية ومدروسة. عامل مهم، ساعد الأمير في تحويل قناعاته العصرية إلى واقع موجود على الأرض، هو خط حياته المحافظ، الذي استقاه من والده الملك سلمان، ومن أعمامه ملوك المملكة السابقين، ولذا جاء التغيير والتطوير والتحديث والعصرنة؛ للدولة وللمجتمع السعودي، من ولي عهد، هو محافظا وملتزما دينيا، وله سلطة وقدرة وكفاءة وحزم وحسم، والأهم امتلاكه لهدف واضح المعالم، ورؤية حداثية، واكبت الزمان والمكان والتطورت في الحياة، وعززت من مكانة المملكة، عربيًا وإسلاميًا ودوليًا. هنيئًا لشعب المملكة العربية السعودية هذه الإنجازات العظيمة، التي شُيدت وتُشيد على أرضهم، وتحول بلادهم إلى قِبلة سياسية وسياحية وتعليمية وثقافية واقتصادية، تُضاف إلى احتضانها لمقدسات المسلمين وقبلتهم.

بلا شك، نحن في اليمن سنستفيد من رؤية الأمير الشاب، في تخفيف سطوة الممارسات والسلوكيات والثقافات المتعصبة والمتزمتة والمتشددة، التي غزت بلادنا برايات إسلامية ومذهبية، وهي الدخيلة على مجتمعاتنا المحافظة والمتسامحة، وهي التي حلت في جزيرة العرب، جراء إقحام الدين في تفاصيل السياسة، وفي شئون حياة الناس وخصوصياتهم، خلال القرن الماضي وأحداثه السياسية.