أصيل الجعيد

نحتاج لقوانين وتنظيمات اقتصادية خاصة بشهر رمضان، هذا أمر حان وقته مع انفتاح المملكة وعملها على استقطاب السياح من كل أرجاء العالم.

ومن ذلك ما ينظم عمل المطاعم في شهر رمضان المبارك.

فالسائح أو المقيم غير المسلم وكذلك المسلم صاحب العذر فئات تحتاج لإتاحة المطاعم والمقاهي خلال نهار رمضان.

وكما أن فكرة إغلاق المطاعم لأجل الصائمين هي فكرة مضرة بالاقتصاد، هي كذلك تعطي انطباعا بأن المسلم غير قادر على ضبط نفسه، وهذا غير صحيح فالطعام موجود في المنزل، وفي ثلاجة تبعد عنه خطوات ولا يؤدي هذا بالصائمين إلى الإفطار أبدا، فالصوم هو الامتناع الطوعي، وليس الامتناع لعدم وفرة الطعام.

وتذكرنا مسألة إغلاق المطاعم حفاظا على الصيام بإغلاق المحلات التجارية في أوقات الصلاة، فكلتا الفكرتين مبتدعتان، ليس لهما أصل أو دليل شرعي، ولم يفت بهما أحد من الفقهاء المعتبرين، هي فقط اجتهاد ورأي أفراد، جاء ضمن ظروف كانت تتجه لصبغ الحياة في السعودية بصبغة التشدد الديني.

ونحن نرى الأقليات المسلمة في الغرب خير مثال على أن وجود الطعام حول الصائم لا يثنيه عن نية الصيام ولا يخدشه ولا يقلل من احترام الشعيرة الدينية التي ينتظرها المسلمون عاما تلو عام ويحتفون بها.

رمضان شهر عبادة و خير وتسامح، ولعل أبرز صورالتسامح والتعايش، هي احترام احتياجات غير المسلمين والتمكين من تقديم الخدمات لهم في بلادنا، فلهذا أثر كبير في تحقيق الرفاهية،ورفع مستوى الخدمات السياحية وتشجيعهم على الاندماج في طقوس الشهر الكريم.