نيويورك: الوطن

في 25 يوليو 2025، تمكن مرصد ديناميكيات الشمس التابع لوكالة ناسا (SDO) من توثيق كسوف شمسي نادر من موقعه في الفضاء، هذا الحدث الفريد لم يُشاهد من سطح الأرض، إذ غطى القمر حوالي 62 % من قرص الشمس، واستمر لمدة 35 دقيقة، مُتيحًا للعلماء فرصة ثمينة لدراسة طبقات الشمس الخارجية وسلوكها الديناميكي.

المرصد، الذي يدور في مدار متزامن مع الأرض، يراقب الشمس باستمرار عبر نطاق واسع من الأطوال الموجية دون أن يتأثر بالغلاف الجوي، وخلال هذا الكسوف، مرّ القمر بين المرصد والشمس، حاجبًا جزءًا كبيرًا من الضوء، ما أدى إلى انخفاض مؤقت في الطاقة الشمسية التي تتلقاها المركبة، غير أن البطاريات كانت قد شُحنت مسبقًا بالكامل، ما مكن (SDO) من مواصلة عمله دون انقطاع، في خطوة تبرز براعة التخطيط والتقنيات المتقدمة التي تدعم المهام الفضائية الطويلة.

تميّز هذا الكسوف عن غيره بندرته، إضافة إلى الزاوية الفريدة التي منحها موقع المرصد، فقد سمح للعلماء بمشاهدة الإكليل الشمسي، وهو الجزء الخارجي الساخن من الغلاف الجوي للشمس، والذي لا يُرى عادةً إلا أثناء الكسوفات الكلية.

من المقرر أن يقع الكسوف الجزئي التالي المرئي من الأرض في 21 سبتمبر 2025، وسيُشاهد في مناطق مثل نيوزيلندا وتسمانيا والقارة القطبية الجنوبية، حيث يُتوقع أن يحجب القمر حتى 80 % من قرص الشمس.

توفر هذه الظواهر فرصًا فريدة لتعزيز فهمنا للفيزياء الشمسية، ويسهم مرصد ديناميكيات الشمس بدور محوري في تقديم بيانات دقيقة، تجعل من كل كسوف حدثًا علميًا ثمينًا للمجتمع البحثي.