استمعت إلى صاحب مكتبة منزلية كبيرة في أبها، يتحدث بمرارة عن جحود بعض طلاب، وباحثين، استفادوا من مكتبته، وما تضمه من كنوز علمية وأدبية وتراثية ذات قيمة علمية. وتساءل عن أسباب عدم ذكر اسم من وقف معهم ومنحهم فرصة الإطلاع، ومد لهم يد العون منذ بدايات خُطة البحث، وجمع المعلومات وصولاً إلى الموافقة والمناقشة ونيلهم درجاتهم العلمية أو تأليفهم الكتب.
قلت له: ربما انعكاسات الجحود قاسية على من بذلوا جهوداً، وضحوا بأوقاتهم تقديراً للعلم وأهله، وكانوا ينتظرون رد الجميل ولو بكلمة طيبة.
ومن المؤكد أن نسيان المعروف ليس من الشيم، ولا من طبيعة طلاب العلم، فهناك الكثير منهم يحرصون على الإشادة بمن وقف معهم، وقدم المساعدة المطلوبة. ويكفي فخراً لأصحاب المكتبات المنزلية تمسكهم واهتمامهم بها، والحفاظ على مقتنياتها حتى اليوم، رغم المتغيرات التي أحدثتها وسائل التواصل، وتطبيقاتها المختلفة، لكن إثراء البحوث بتوثيق سليم، ومصادر تحمل القيمة العلمية، يتوقف على وجود مكتبات زاخرة مليئة بالمراجع، الكتب المخطوطات، الوثائق، ومن المؤكد أن النتاج الفكري والأدبي يأتي نقياً إبداعياً يطابق المنهج والعقل والذائقة، وكما قيل «إذا صفا رأس العين صفت السواقي».
وأجزم أن أصحاب المكتبات المنزلية يدركون أن القيمة الحقيقية تأتي من نفض غبار السنين عن محتوياتها، ومنح الأجيال فرصة الاطلاع عليها، وترك الأثر الطيب الحقيقي لمن يأتي بعدهم.
يقول الشاعر المعري:
«جمالَ ذي الأرض كانوا في الحياة وهم ... بعد الممات جمالُ الكُتبِ والسيرِ».
ومن هنا أتطلع إلى المسؤولين في وزارة الثقافة وهيئة تطوير منطقة عسير، أن يبادروا إلى زيارة هذه المكتبات المنزلية العريقة بمدينة أبها كمرحلة أولى، ومعرفة كنوزها التي لا تقدر بثمن، وتصنيفها، ودعمها مادياً ومعنوياً، وتكون واجهات ثقافية من ضمن باقات المسارات السياحية، التي تعكس ملامح صادقة ومضيئة عن تاريخ، وتراث وفنون منطقة عسير، فالسائح اليوم، وضمن أولويات برنامجه يحرص على مشاهدة النوادر من الكتب والوثائق، وكل ما يتعلق بحياة الإنسان وتاريخ المكان.
ولا شك أن المكتبات المنزلية قادرة على أداء دورها الثقافي بكل ثقة واقتدار، بما يتماشى مع روح العصر، من خلال برامج وأفكار جديدة تُتيح استقبال الزوار، وتقديم المعلومات المتاحة، والإجابة عن الأسئلة، وإقامة نشاطات متنوعة بين عبق الذكريات، وحنين الراحلين من رواد الأدب والفكر والتراث وأزمنتهم التي فاضت بخبرات الحياة وجمال الأثر.
وستكون منطقة عسير رائدة في تبني فكرة الاستفادة من هذه الروافد الثقافية، وإبعاد شبح النسيان عنها، وتفعيل أدوارها المطلوبة.
وقفة.
يقول الباحث في التاريخ محمد الهجين في كتاب " مودة الغرباء -حكايات من السير الذاتية-" :
إن هذا التراث ليس للزينة، وهذه الكتب ليست لجدران المكتبات وإنما هي قيم أمة نهضت وتفانت في المساهمة المعرفية، وحب الحكمة.
قلت له: ربما انعكاسات الجحود قاسية على من بذلوا جهوداً، وضحوا بأوقاتهم تقديراً للعلم وأهله، وكانوا ينتظرون رد الجميل ولو بكلمة طيبة.
ومن المؤكد أن نسيان المعروف ليس من الشيم، ولا من طبيعة طلاب العلم، فهناك الكثير منهم يحرصون على الإشادة بمن وقف معهم، وقدم المساعدة المطلوبة. ويكفي فخراً لأصحاب المكتبات المنزلية تمسكهم واهتمامهم بها، والحفاظ على مقتنياتها حتى اليوم، رغم المتغيرات التي أحدثتها وسائل التواصل، وتطبيقاتها المختلفة، لكن إثراء البحوث بتوثيق سليم، ومصادر تحمل القيمة العلمية، يتوقف على وجود مكتبات زاخرة مليئة بالمراجع، الكتب المخطوطات، الوثائق، ومن المؤكد أن النتاج الفكري والأدبي يأتي نقياً إبداعياً يطابق المنهج والعقل والذائقة، وكما قيل «إذا صفا رأس العين صفت السواقي».
وأجزم أن أصحاب المكتبات المنزلية يدركون أن القيمة الحقيقية تأتي من نفض غبار السنين عن محتوياتها، ومنح الأجيال فرصة الاطلاع عليها، وترك الأثر الطيب الحقيقي لمن يأتي بعدهم.
يقول الشاعر المعري:
«جمالَ ذي الأرض كانوا في الحياة وهم ... بعد الممات جمالُ الكُتبِ والسيرِ».
ومن هنا أتطلع إلى المسؤولين في وزارة الثقافة وهيئة تطوير منطقة عسير، أن يبادروا إلى زيارة هذه المكتبات المنزلية العريقة بمدينة أبها كمرحلة أولى، ومعرفة كنوزها التي لا تقدر بثمن، وتصنيفها، ودعمها مادياً ومعنوياً، وتكون واجهات ثقافية من ضمن باقات المسارات السياحية، التي تعكس ملامح صادقة ومضيئة عن تاريخ، وتراث وفنون منطقة عسير، فالسائح اليوم، وضمن أولويات برنامجه يحرص على مشاهدة النوادر من الكتب والوثائق، وكل ما يتعلق بحياة الإنسان وتاريخ المكان.
ولا شك أن المكتبات المنزلية قادرة على أداء دورها الثقافي بكل ثقة واقتدار، بما يتماشى مع روح العصر، من خلال برامج وأفكار جديدة تُتيح استقبال الزوار، وتقديم المعلومات المتاحة، والإجابة عن الأسئلة، وإقامة نشاطات متنوعة بين عبق الذكريات، وحنين الراحلين من رواد الأدب والفكر والتراث وأزمنتهم التي فاضت بخبرات الحياة وجمال الأثر.
وستكون منطقة عسير رائدة في تبني فكرة الاستفادة من هذه الروافد الثقافية، وإبعاد شبح النسيان عنها، وتفعيل أدوارها المطلوبة.
وقفة.
يقول الباحث في التاريخ محمد الهجين في كتاب " مودة الغرباء -حكايات من السير الذاتية-" :
إن هذا التراث ليس للزينة، وهذه الكتب ليست لجدران المكتبات وإنما هي قيم أمة نهضت وتفانت في المساهمة المعرفية، وحب الحكمة.