أبها: سامية البريدي

منذ أكثر من 300 عام، عرفت المنازل العسيرية فن الرسم الجداري أو ما يسمى بـالقط، لتزيين المباني من الخارج بأحجار الجرانيت والكوارتز.

ويؤكد الفنان علي مرزوق أن فن الجداريات بصفة عامة هو فن قديم، ارتبط بالإنسان منذ آلاف السنين، قبل أن يعرف القراءة والكتابة على جدران الكهوف لتكون شاهدة على تفوقه ونجاحه في التغلب على قسوة الحياة، وامتد هذا الاهتمام حتى العصور الإسلامية التي كانت على موعد مع تزيين المساكن بالتصاوير الجدارية.

ويشير مرزوق في محاضرته التي أدارها مريع عسيري الأسبوع الماضي حول الجداريات بفرع جمعية الثقافة والفنون بأبها إلى أن عسير لم تكن بمعزل عن هذا التأثر؛ فكان لها نصيب مع الإبداع والجمال فجاءت مساكن أهلها مزينة بأعمال جدارية تعكس بيئة المنطقة وطبيعتها، وتواصل العطاء لتتزين المنطقة بأعمال جدارية لفنانيها التشكيليين المعاصرين الذين سجلوا انطباعاتهم وأفكارهم وتطلعاتهم، وكل ما تقع عليه أعينهم من مظاهر تصور البيئة.

ولفت إلى أن بعض الأعمال الجدارية تعرضت مع الوقت لمشاكل وتقشر أسطحها أو سقوط حيطانها الجدارية، مطالبا بطرح مسابقات لتنفيذ الأعمال الجدارية ومن ثم اختيار الأفضل بعيدا عن التحزبات والشلليات حتى نعيد فن الجداريات لعسير بحلة جديدة حسب تعبيره.

قائلا: جددت العمالة الوافدة التي لا تجيد سوى صباغة الألوان مجموعة من الجداريات بموافقة البلديات التي أسندت مهمة تنفيذ جداريات جديدة إلى مؤسسات تفتقر إلى أبجديات الرسم والتصميم، مضيفا أن بعض الأعمال الجدارية تعرضت إلى الهدم والإزالة بحجج واهية، ولكن الورش التي كانت تقام بشكل مستمر والتي نظمتها كلية المعلمين وقرية المفتاحة التشكيلية ساهمت في التعريف بالفن الجداري، ورفع الذائقة الفنية لدى مجتمع عسير وزائري المنطقة.

من جهة أخرى، يواصل المعرض التشكيلي همسات ملونة الذي افتتحه مدير فرع الجمعية أحمد إبراهيم السروي في قرية المفتاحة التشكيلية استقبال رواده للاطلاع على أكثر من (70) عملا تشكيليا تعددت اتجاهاتها وتقنياتها حسب ما ذكره المشرف على المعرض الفنان عبدالله البارقي الذي أضاف أن المعرض مخصص لفناني تهامة ويستمر لمدة أسبوع، وشارك فيه: (صديق كشاف، ومحمد طالع، ومحمد عسيري، وعوض الشهري، وعوض الأسمري، وإبراهيم عراد، وحمزة حسن، وعلي المشايخ، وأحمد مديني، وعبده القوزي، وعبدالله البارقي). كما احتوى المعرض على عرض لنتائج ورشة النحت التي أشرف عليها النحات سلطان العسيري وشارك فيها عدد من فناني عسير.