كل التمريرات والفبركات الإعلامية التي تحدثت عن خلافات داخل حزب الليكود، بسبب تحالف زعيمه بنيامين نتنياهو، مع حزبإسرائيل بيتنا بزعامة أفيجدور ليبرمان، كانت فقاعات صابون في هواء عاصف، لم تترك أثرا داخل أنصار الحزبين، ولا حتى بين أعضاء لجنتي الحزبين المركزيتين، وقياداتهما العليا الذين باركوا التحالف.
الواقع الصهيوني يسير باتجاه التشدد، وهو ما جمع الحزبين، مع أن التكتلات الحاكمة حاليا بإمكانها تحقيق غالبية في أي انتخابات تشريعية تجري اليوم أو في يناير المقبل.
أراد نتنياهو وليبرمان إبرام اتفاق يقول للأحزاب الوسطية واليسارية في إسرائيل- مع العلم أن جميعها صهيونية وتتفق على اغتصاب أرض فلسطين- لا مكان حتى للتفكير في يوم من الأيام بالمصالحة مع الفلسطينيين، وتاليا مع العرب، وإن ما أقدم عليه إسحق رابين في يوم ما ومصافحته ياسر عرفات كان يوما مشؤوما بالنسبة لليهود.
إنها رسالة لكل من تسول له نفسه من حكام إسرائيل إبرام اتفاق قد يعطي الفلسطينيين بعض حقوقهم، بأن مصيره سيكون كمصير رابين.. الاغتيال!
ليس لدى أحد من العرب، ومن الفلسطينيين بالتحديد، أي شك، أن هذا التحالف، وحتى من قبل ذلك، وأن الصهيونية ستقف عند الحد الذي وصلت إليه، فالحلم الصهيوني أكبر وأوسع من أرض فلسطين، وربما سيكون هذا التحالف بين أعتى عتاة التطرف الصهيوني مقدمة لحرب جديدة.. وهو ما يخشاه بعض اليهود المتنورين.